منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

أضواء ونوافذ عامر حسن يكتب : *أحمد عثمان حمزة والي ولاية الخرطوم الذي واجه العاصفة وكتب اسمه في ذاكرة الوطن*

0

أضواء ونوافذ
عامر حسن يكتب :

*أحمد عثمان حمزة والي ولاية الخرطوم الذي واجه العاصفة وكتب اسمه في ذاكرة الوطن*

في زمن انهارت فيه مؤسسات الدولة تحت وقع الحرب، وغابت فيه ملامح السلطة عن شوارع العاصمة، برز في ولاية الخرطوم اسم رجل اختار أن يواجه العاصفة لا أن يختبئ منها. أحمد عثمان حمزة، والي ولاية الخرطوم، لم يكن مجرد مسؤول إداري يراقب الأحداث من خلف المكاتب، بل كان حاضراً في الميدان، حاملاً همّ المواطن على كتفه، وساعياً بكل ما يملك من إمكانات محدودة ليبقي على جذوة الدولة مشتعلة وسط الرماد.
منذ الأيام الأولى لانفجار الأوضاع، تحوّل الوالي إلى محور ارتكاز في إدارة الأزمة. لم ينتظر تعليمات من المركز، بل قاد بنفسه عمليات تأمين المياه والكهرباء والدواء، وواجه بعقله وإرادته تحدياتٍ جسام ،وكذلك المؤسسات الاتحاديه بأكملها،كانت غائبه بالعاصمه، للظروف المعلومه،ولكنه مثلها كأنها حضورآ،بتنسيق عالي ومحكم بينه بالعاصمه ،وبين الوزارات الاتحاديه ببورتسودان، وكان حضوره ومازال في الشارع أكثر من مجرد واجب وظيفي؛ كان رسالة طمأنينة للناس بأن هناك من لا يزال يعمل من أجلهم.
لكن الدور الأكثر تعقيداً تمثل في الجانب الأمني. في وقت كانت الخرطوم تموج بالتفلتات والانفلات، استطاع الوالي أن يُحكم تنسيق الأجهزة النظامية، وينسج شبكة تنسيق فعالة مع المجموعات المجتمعية المحلية. وبحكمة وصبر، أدار ملف المقاومة الشعبية، الذي كان بالغ الحساسية، وحرص على تنظيمها وتوجيهها وضبط مسارها،وعقب تحرير مناطق واسعة من الولاية، بدأ بتقييم شامل لأدائها، مؤكداً أن الحفاظ على ما تحقق يتطلب ضبطاً وانضباطاً أكبر.
عطفآ على ذلك إحياء المبادرات المجتمعية، والمشاركه الشعبيه،بمختلف فئات المجتمع.
ومع اقتراب مرحلة ما بعد التحرير، لم يكن أحمد عثمان حمزة من أولئك الذين ينتظرون انتهاء الحرب لبدء التفكير في الإعمار. بل بدأ مبكراً في وضع رؤية استراتيجية متكاملة لإعمار ما بعد الحرب. شكّل لجنة متخصصة لترتيب الأولويات، انطلقت من أرض الواقع لا من تقارير ورقية. كانت خطته واضحة: إعادة بناء ما دمرته الحرب، واستعادة الحياة إلى ولاية ظلت لأسابيع طويلة بلا ماء ولا كهرباء ولا دواء.
وفي خضم كل هذه الجهود، لم تكن حملات التشويه بعيدة. إذ سعت بعض الجهات المرتبطة بالمليشيا لتصويره كمسؤول غائب، ولصق تهمة الإهمال به في ملفات مثل الكوليرا. لكن المواطن كان شاهداً، على جهودة لمجابهة الكوليرا ممثله في جهود وزراة الصحه الولائيه، ومجهودات الصحه الاتحاديه، التي ما ذالت، مستمره لمجابهة المرض، وفي هذا الإطار عقد بالأمس، الاجتماع التنسيقي برئاسة وزير الصحه الولائي، بحضور وفد الطوارئ الاتحادي لوضع اهم الاحتياجات مع عدد 25 منظمة ،وطنية واجنبية لمحاصرة مرض الكوليرا، والمواطن كان يرى الوالي بينه، لا في الصور ولا في الخطابات، بل في قلب المعاناة.
ورغم الضغوط، ظل الوالي يحظى بثقة راسخة ودعم من قيادة الدولة، وعلى رأسهم رئيس مجلس السيادة الذي ظل يسجل زيارات متكررة للولايه في فترة الحرب، كان لها اثر إيجابي كبير ،وكذلك دعم واسناد أعضاء مجلس السياده وبشكل خاص الفريق أول ياسر العطا، الذي تواجد داخل الولاية خلال الحرب، وكان من الداعمين الأساسيين للوالي تنزيلا للموجهات العليا، ومن المسندين في جهود استعادة تماسك الخرطوم.
واليوم، ومع اقتراب البلاد من مرحلة التشكيل الجديد، تحاول بعض الأصوات أن تفرض صورة مشوهة ومخالفة للحقيقة، أملاً في التأثير على خيارات القيادة المقبلة. ولكن ما لا يدركه هؤلاء أن اسم أحمد عثمان حمزة لم يعد ملفاً على طاولة ترشيحات، بل أصبح رأياً عاماً راسخاً وشهادة أداء حيّة لا تمحوها التقارير أو الأجندات.
وإن كان السودان اليوم على أعتاب إعادة البناء، فإن من البديهي أن يُسند البناء إلى من حمى الأرض تحت القصف، لا من ظهر بعد السكون. وفي هذا السياق، أحمد عثمان حمزة من الذين إن كان هناك ترفيع أو ترقية، فهو أحق الناس بها. وليس هذا رأي جهة أو تيار، بل هو وجدان مواطن ولاية الخرطوم الذي يتمنى ألا يغادر هذا الوالي مكانه، لأنه بات يشكل جزءاً من إحساس العاصمة، ووجهها الصادق في زمن الزيف.
في زمن انحسر فيه الأمل، بقي أحمد عثمان حمزة عنواناً للعمل والانتماء. وفي زمن البحث عن رجال الدولة، لن يكون من المبالغة القول إنه أحد القلائل الذين اتفق عليهم الرأي العام، واحتضنتهم ذاكرة الخرطوم بكل فخر وامتنان.

*عامرحسن*
*27 مايو2025*

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.