*اقتصاد*
*مسلخ الكدرو لصادر اللحومر.. رافعة اقتصادية واستراتيجية في ميزان السودان التجاري*
بقلم : د. احمد حسن الفادني
.
يعد مسلخ الكدرو لصادر اللحوم التابع لشركة الكدرو لصناعة و صادر اللحوم واحدا من أحدث وأكبر المسالخ في إفريقيا، سواء من حيث الطاقة الإنتاجية و البنية التحتية الحديثة المطابقة للمواصفات العالمية،وقد شكل هذا المسلخ حجر زاوية في قطاع وسوق اللحوم السوداني، بصفته بوابة رئيسية لصادرات اللحوم إلى الأسواق الإقليمية والدولية، خاصة في دول الخليج العربي وشمال إفريقيا وشرق آسيا حيث يمثل المسلخ مركز اقتصادي مهم جدا السودان من خلال :
1. انعاش الحركة الاقتصادية وتحسين الميزان التجاري: يساهم مسلخ الكدرو بصورة مباشرة في تحسين الميزان التجاري السوداني عبر زيادة صادرات اللحوم المذبوحة والمصنعة وفق معايير الجودة العالمية (HACCP، HALAL)، ما يوفر دخلا من النقد الاحنبي يدعم استقرار الجنيه السوداني ويساهم في تغطية جزء من الفجوة التجارية، ويتكامل المسلخ مع قطاع الثروة الحيوانية الذي يمثل أكثر من 20% من الناتج المحلي الإجمالي في السودان،وهو قطاع يتمتع بميزة تنافسية طبيعية بحكم توفر ملايين الرؤوس من الماشية،كما تنشط حول المسلخ حركة اقتصادية واسعة تشمل:
– تشغيل آلاف العمال والفنيين والكوادر البيطرية.
– توريد مدخلات الإنتاج مثل الأعلاف، مواد التعبئة، المواد الحافظة.
– خدمات النقل والتوزيع داخليا وخارجيا عبر الموانئ والمطارات.
2. القيمة الاجتماعية والتنموية للمشروع: لا يقتصر دور المسلخ على الجانب الاقتصادي فحسب، بل يتعداه إلى بُعد اجتماعي وتنموي مهم:
– خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لشرائح واسعة تشمل الشباب والنساء.
– تحسين دخول المجتمعات الريفية المنتجة للماشية عبر ربطها بشبكات التوريد الحديثة.
– دعم الصناعات المرتبطة مثل صناعة الجلود ومخلفات الذبائح التي تدخل في صناعات متعددة.
3. تطوير سلاسل القيمة والإمداد: يمثل مسلخ الكدرو محورا أساسيا في تطوير سلاسل القيمة للحوم السودانية، عبر:
– تنظيم وتحديث عمليات جمع وتوريد الماشية من مناطق الإنتاج (دارفور، كردفان، البطانة).
– إدخال نظم تتبع وجودة تشمل مراحل الذبح والتجميد والتغليف والتخزين والنقل.
– فتح قنوات مباشرة مع أسواق التصدير، ما يرفع السعر النهائي للمنتجين المحليين بدلا من الاعتماد على الوسطاء.
4. تحريك الأنشطة المصاحبة والمكملة: حول المسلخ تنشط أنشطة متعددة مثل:
– خدمات الشحن البري والبحري والجوي.
– خدمات بيطرية ومعامل تحليل وفحص صحي.
– صيانة المعدات والآلات الثقيلة الخاصة بالتبريد والذبح والتقطيع.
– الخدمات المالية والتأمينية لعمليات التصدير.
5. التحديات بعد الدمار الذي تعرض له: من أبرز التحديات الراهنة التي تواجه مسلخ الكدرو:
– تعرضه لدمار متعمد خلال النزاع المسلح من قبل مليشيا الدعم السريع، ما ألحق أضراراً كبيرة بالبنية التحتية والمعدات الحيوية.
– فقدان جزء من الأسواق الخارجية مؤقتا بسبب توقف الإنتاج.
– صعوبة إعادة تأهيل وتشغيل المسلخ في ظل ضعف الاستقرار الأمني والمالي.
– تحديات سلسلة الإمداد نتيجة تضرر الطرق وشبكات النقل والخدمات المساندة.
6. الأثر الاستراتيجي المتوقع للمسلخ في السودان: رغم التحديات، يبقى لمسلخ الكدرو دور استراتيجي طويل الأجل في:
– إعادة بناء صورة السودان كمصدر رئيسي للحوم الحلال عالية الجودة.
– المساهمة في تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على الصادرات الأولية الأخرى مثل الذهب والزيوت.
– تحفيز الاستثمارات الخارجية في قطاع التصنيع الغذائي عبر الشراكات والاستثمارات المشتركة.
– دعم مشاريع الأمن الغذائي العربي والإفريقي بالتكامل مع مبادرات الدولة و منظمات المجتمع المدني
ومن خلال ذلك يمكن أن نقول ان مسلخ الكدرو محورا أساسيا في تطوير الاقتصاد السوداني لذا يجب على الدولة دعمه من خلال سياسات محفزة وإعادة تأهيلة ليعود بصورته الأولى منارة مسالخ السودان
( خيرنا كتير عايز تدبير)