منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

خبر وتحليل – عمار العركي *تصريحات رئيس مفوضيةالاتحاد الإفريقي في بغداد : فرصة أخرى…هل نهدرهـا؟*

0

خبر وتحليل – عمار العركي

*تصريحات رئيس مفوضيةالاتحاد الإفريقي في بغداد : فرصة أخرى…هل نهدرهـا؟*

*_الخبـــر_* :
▪️ في تصريح لافت أدلى به على هامش القمة العربية الحالية في بغداد ، قال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي ،الجيبوتي محمود علي يوسف : “اليوم كانت فرصة سعيدة أن نلتقي بالفريق إبراهيم جابر، ورئيس الوفد السوداني للقمة العربية، وطبيعي أن نلتقي به بصفتي رئيساً للمفوضية لأطّلع على الأوضاع في السودان الشقيق ونرى كيف نساعده في هذه المرحلة الحرجة، فالأمر لا يخص السودان فقط، بل يخص “أمن المنطقة” كلها. أنا أعتبر السودان “القلب النابض للقارة الإفريقية”، وكل ضرر يصيب السودان “كأنه يصيب القارة” بأكملها. ونحن اليوم “نتفاءل” كثيراً لأن “القوات المسلحة السودانية بدأت تسيطر على مناطق كثيرة”. ونتمنى للسودان أن يعود إلى أحسن حال كما قلت”.
*_التحليــل_*
▪️تصريحات رئيس المفوضية لم تكن مجرد مجاملة دبلوماسية، بل حمَلت ملامح تحوُّل حقيقي في خطاب الاتحاد الإفريقي تجاه السودان، يعكس رؤية أكثر إنصافاً ووعياً بجوهر الأزمة السودانية. ولعل في عبارته “السودان القلب النابض للقارة” ما يشير إلى قناعة متنامية بأن ما يحدث في السودان لا يمكن فصله عن الأمن الإقليمي و الاستقرار القاري.
▪️ *ثبات إيجابي في الموقف الإفريقي الجديد* : منذ انتخابه ، حافظ رئيس المفوضية على مواقف إيجابية وثابتة تجاه السودان، عكس بها توجهاً مغايراً للخطاب الضبابي الذي طبع موقف المفوضية خلال عهد سلفه التشادي موسى فكي. حيث أظهر الرئيس الحالي تفهماً لطبيعة الصراع الدائر، ورفض تصويره كصراع بين طرفين متكافئين، بل تعامل معه باعتباره تمرّداً على الدولة الوطنية ينبغي دعمه ومساندته لفرض الأمن والاستقرار. هذا التمايز في الخطاب يُعد مكسباً سياسياً نادراً للسودان في سياق إفريقي ظلّ يتأرجح بين التردد والضغوط الخارجية
▪️ *تحوّل فعلي في أداء المفوضية :* لم تتوقف مؤشرات التغيير عند مستوى التصريحات فقط، بل رافقها حراك فعلي داخل أروقة المفوضية، يُظهر رغبة جادة في تصحيح المسار الذي تضرر السودان كثيراً بسببه خلال إدارة موسى فكي. الرئيس الجديد سعى لإعادة توازن الأداء المؤسسي، ولعب دور أكثر اقتراباً من المبادئ التأسيسية للاتحاد الإفريقي، وفي مقدمتها احترام سيادة الدول وحماية الأمن القومي للدول الأعضاء.
▪️ *المندوبية السودانية تتفاعل ،ولكن؟* : بعكس ما يُتداول عن برود سوداني تجاه الاتحاد الإفريقي، يُسجل للمندوبية السودانية في أديس أبابا أنها أبدت انفعالاً وتفاعلاً إيجابياً مع روحية المفوضية الجديدة. فقد كثّفت تحركاتها وسعت إلى تعزيز الحضور السوداني والدفاع عن قضاياه داخل دوائر الاتحاد. غير أن هذه الجهود، رغم صدقها وحيويتها، لا تزال تفتقر إلى الغطاء السيادي والدعم السياسي العلني. فكما نقول دائماً: اليد الواحدة لا تصفق.
▪️ *وحتى تثمر مواقف المفوضية وتحركات المندوبية،* لا بد من دعم رئاسي ووزاري مباشر، عبر تفعيل الدبلوماسية الرئاسية التي تُعد المظلة الوحيدة القادرة على تحويل هذا التوافق النادر إلى موقف إفريقي مؤسسي داعم للسودان، يُترجم في قرارات ومواقف جماعية داخل مفوضية الاتحاد وأجهزتها المتفرعة.
*_خلاصــة القــول ومنتهــاه_ :*
▪️ما عبّر عنه رئيس المفوضية في بغداد لا يحدث كثيراً. بل هو مثال حيّ على الفرص النادرة التي طالما أضاعها السودان بسبب التردد أو سوء التقدير. اليوم، هناك نافذة مفتوحة للتقارب والتأثير في مؤسسة قارية محورية. نافذة تستحق أن تُغتنم، لا أن تُدرج في خانة الفرص المهدورة.
▪️فالدعم اللفظي لا يتحول إلى موقف سياسي فعّال إلا حين يُقابل بتحرك رسمي متكامل من الداخل السوداني. فهل نلتقط هذه الفرصة… أم نُضيفها إلى قائمة طويلة من الفرص التي أضعناها؟

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.