* “خنجر العمامة”:* *الحبيب علي الجفري و (دار المصطفى) من ( تريم) إلى تل أبيب… 17 عامًا من الاختراق الناعم للإسلام (2007–2024)*
* “خنجر العمامة”:*
*الحبيب علي الجفري و (دار المصطفى) من ( تريم) إلى تل أبيب… 17 عامًا من الاختراق الناعم للإسلام (2007–2024)*
في زمن تعجز فيه الجيوش عن كسر العقيدة، اخترقوها من الداخل. لم يعد الهجوم على الدين يأتي عبر المدافع، بل عبر العمائم. ومن بين أكثر القصص فجاجة وخطورة، تتصدر حكاية علي الجفري ومؤسسة دار المصطفى، التي تحولت خلال 17 عامًا من مركز صوفي في تريم، إلى ذراع ناعمة تخدم مشاريع اختراق الوعي الإسلامي لصالح الغرب وإسرائيل، بهدوء وبكلام طيب… لكن بنتائج كارثية.
منذ عام 2007، بدأت ملامح المشروع تتشكل عندما شارك الجفري في التوقيع على وثيقة “كلمة سواء” مع 138 شخصية دينية، موجهة لقادة المسيحية في الغرب. نوقشت الوثيقة في جامعات أمريكية كـ”ييل” و”برينستون”، وبدت في ظاهرها دعوة لحوار الأديان، لكنها كانت عمليًا أول خطوة لإعادة تعريف الإسلام بعيدًا عن قضاياه التحررية، فحوّلت الصراع من قضية احتلال إلى “سوء تفاهم لاهوتي”، وهي إعادة تموضع خطيرة أخرجت الدين من ساحة الصراع العادل إلى مائدة المساومات.
وفي عام 2016، اتضح المسار المرسوم عندما زار الجفري القدس المحتلة بتأشيرة إسرائيلية، ووقف أمام حائط البراق بجانب الحاخام يوسف هرتصوغ، ثم نزل في فندق الملك داوود بقيمة 8,700 دولار (رقم الحجز: ILJ67843). لم تكن الزيارة “اجتهادًا فرديًا”، بل تطبيعًا رمزيًا مدروسًا، جُيّر لاحقًا في الإعلام العبري كدليل على تحول جزء من علماء المسلمين إلى “دعاة تسامح مع الكيان”، وبذلك سُحبت الهالة الدينية من قدسية القضية تحت عباءة “السلام”.
وفي أغسطس 2016، شارك الجفري في مؤتمر غروزني برعاية روسيا، حيث تم إقصاء السلفية والمدارس التحررية من تعريف “أهل السنة”، في وثيقة صُممت لتقنين الإقصاء الديني للتيارات الرافضة للخنوع، وتمكين خطاب يجرّم كل حركة تحرر باسم “مواجهة التطرف”. المؤتمر أسّس لمرحلة الفتوى المُعدّة مسبقًا لخدمة أنظمة الهيمنة.
عام 2018 شهد اللقاء السري بين الجفري ورابطة مكافحة التشهير (ADL) في نيويورك، الجهة التي تُصنّف أي فعل تحرري ضد الاحتلال كإرهاب. في التسجيل المسرّب، قال الجفري: “التحرر المسلح عنف لا يُقره الشرع”، وهي عبارة لم تكن سوى تصريح رسمي بدفن آخر أشكال الدفاع عن الأرض والكرامة. لاحقًا، أُدرجت “طابة” ضمن برامج التعايش الأمريكي كأداة ناعمة لتمرير الخطاب الجديد.
وفي نهاية 2020، جرى اللقاء الأخطر في فندق “ديفيد إنتركونتيننتال” بتل أبيب، حيث التقى الجفري بالحاخام إسحاق ليفين، وقال بوضوح: “الفلسطينيون يجب أن ينسوا حق العودة، والتحرر المسلح ليس حلاً”. الملف ISR-Knesset-5543 أكد أن اللقاء تم بإذن الموساد، وأن الجفري أصبح وسيطًا دينياً لنقل الرسائل وتليين الخطاب الإسلامي تحت إشراف مباشر.
مع بداية 2021، وبينما كانت غزة تُقصف، خرج الجفري يدعو إلى التفاوض والتهدئة، قائلاً: “الدم لا يولد إلا الدم”. خطابه جاء متناغمًا مع الماكينة الإعلامية الإسرائيلية التي روجت لفكرة أن “الإسلام الناضج” لم يعد يرى فائدة في التحرر، وأن التسويات أفضل من التضحية.
في 2022، ظهرت الحقيقة المالية خلف هذا التوجه. وثيقة من الخارجية الأمريكية (StateDept-88765) كشفت تحويل 6.4 مليون دولار من الخزانة الأمريكية إلى مؤسسة طابة (US-TREASURY-AA678)، لدعم مشروع “الإسلام المعتدل”، الذي يُعاقب صوت التحرر ويكافئ خطاب الخنوع. التمويل وُصف بأنه غسيل استراتيجي للدين بأموال الاحتلال.
ثم في مارس 2023، كشف تقرير من وكالة CIA (ملف XF-776) إدراج “دار المصطفى” ضمن برنامج CVE الأمريكي، لتدريب دعاة محليين يُجيدون فقه التبرير. حُذفت آيات الجهاد من مناهج المؤسسة، ومُنع تدريس كتب ابن تيمية، وصار المطلوب هو خطاب “فقه التعايش” الذي يُجهض أي حركة تحرر فكرية أو فعلية.
وفي أكتوبر 2023، أظهر تقرير “يوروبول” أن الاتحاد الأوروبي يمول الجفري بـ3 ملايين يورو سنويًا عبر مشروع EURISLAM، لنشر خطاب “الإسلام الأوروبي” في اليمن. التدريب يُركّز على ترويج التسليم بواقع الاحتلال، وتحريم الدعوة إلى التغيير، وتسويق الانضباط الفردي كغاية كبرى، بينما يُجرّم كل صوت يطالب باستعادة الحق المغتصب.
ثم في فبراير 2024، كشفت وثائق مسربة من منصة “زوتيرو” عن شراء مؤسسة طابة قطعة أرض في القدس الغربية لبناء “مركز حوار”، لكن شهادة عامل فلسطيني فضحت الخطة: أثناء الحفر، عُثر على حجارة مكتوب عليها “وقف إسلامي”، وطُلِب منهم إزالتها بصمت. بهذا تحوّل المشروع إلى شريك فعلي في تصفية الوقف الإسلامي ميدانيًا تحت لافتة “الحوار والتسامح”.
وجاءت الضربة القاضية في مايو 2024، عندما سُرّبت وثيقة من الكنيست الإسرائيلي (ISR/2021/SPY-387) تؤكد تسجيل الجفري كـ”عميل نشط” في الموساد تحت الاسم الرمزي “الطائر الحزين”، ومهمته: تجنيد دعاة يُشرعنون الاحتلال، مقابل 13.7 مليون دولار أُودعت في حسابه السري في بنك ليختنشتاين (ACC: LI880076543219876).
الوثيقة أُرفقت بقائمة مسربة من ويكيليكس (USEMB-ISR-554) تتضمن أسماء علماء مطلوب “تحييدهم”، ستة منهم اغتيلوا لاحقًا.
وبهذا، وعلى مدى 17 عامًا، تحوّلت دار المصطفى إلى منصة لاختراق الدين بلسان الصوفية، وتحول الجفري من شيخ تسبيح إلى مهندس لتفكيك الإسلام من الداخل، تحت راية الابتسامة والدعاء. كل خطوة كانت محسوبة، كل ظهور مُبرمج، كل فتوى مُعدّة سلفًا. لم يكن الأمر انزلاقًا تدريجيًا، بل هندسة ممنهجة لتبديل دين التحرر بدين الانقياد، وتشريع الخيانة تحت عنوان التزكية.
من وثيقة “كلمة سواء” إلى لقب “الطائر الحزين”، ومن فقه التعايش إلى دفن الوقف الإسلامي بالحفارات، رسم الجفري ودار المصطفى مسارًا دمويًا بلا رصاصة واحدة… فقط بكلمة طيبة تخنق المظلوم، وعمامة ناعمة تمسح دم الحقيقة.
أبو محمد الحميري
*⭕️ التعليق :الموساد الإسرائيلي يتقلقل في كل الدول العربية والإسلامية وفي الجماعات العقدية وخاصة جزء من الصوفية وجماعة مزمل فقيري ولنا في اختراق المنظومة الأمنية الإيرانية عظه وعبره، وعلي اجهزتنا الأمنية الغربلة قبل الفأس يقع في الرأس*