عامر السيد (عامرون) يكتب : *الشرطة السودانية .. الشاهد والشهيد*
عامر السيد (عامرون) يكتب :
*الشرطة السودانية .. الشاهد والشهيد*
الدولة تستند إلى مؤسساتها لإدارة دولاب العمل ومنها الشرطة وهي الأكثر والأقرب لخدمة المواطن في العديد من الأمور المهمة التي تمس حياته من خدمات إلى رفع مظلمات وبسطا للأمن ..
الشرطة السودانية تاريخ حافل من الصبر والسهر والعطاء الممتد عبر سنوات طويلة من الإرث المكتسب في دفاتر المعاملات اليومية ..
كم فرد من أفراد الشرطة تعرض للطعن أو الضرب حتى فاضت روحه وهو يقوم بتنفيذ أمر قبض في موجهة متهم؟ كم فرد من المباحث مات وهو يؤدي عمله بتجرد.. الكثير ممن دفع حياته ثمنا في مواجهة عصابات التهريب والمخدرات بل لم تنجو حتى أسرهم خاصة أبنائهم من كيد وبطش تلك العصابات.. اعرف رجل شرطة كان يقف في وجه مافيا المخدرات.. تم اختطاف ابنته وادخالها عنوة في إدمان المخدرات ومع ذلك لم ينكسر.. وآخر قتل ابنه الصغير بعد أن تم اختطافه من منزلهم في احد أحياء جنوب الخرطوم ووجد مقتولا في حفرة.. حيث مارست معه عصابات المخدرات في بادئ الأمر الترغيب والأغراء بالمال لكنه رفض كل عروضتهم فانتقموا منه بقتل فلذة كبده .. والكثير الذي لا يسع المجال لتقديم تفاصيله..
تسهر عيونهم.. أجسادهم ترتعش من البرد في فصل الشتاء وهم يحرسون الناس والمؤسسات..
في حي العشرة بالخرطوم كانت حوافر خيل شرطة السواري تتسرب إلى مسامعنا طوال الليل.. وكتير ما يقع زوار الليل في قبضتهم..
أفراد الشرطة السودانية
يجلسون لساعات طويلة في خدمات الجمهور حتى تنحني ظهورهم وتتعب عيونهم وتشحب وجوهم.. يقفون في هجير الشمس لتنظيم حركة المرور.. يسارعون لإنقاذ الناس وأطفاء الحرائق.. يتعايشون مع القتلة والمجرمين في السجون.. والمرضى في المصحات النفسية..يحرسون الآثار والمناطق السياحية ..يؤدون رسالتهم.. رغم قلة المرتب وكثرة الالتزامات ..الشرطة السودانية كانت حاضرة في معركة الكرامه وقدمت العديد من الشهداء والجرحى والمصابين والأسرى والمفقودين.. فقد عايشت أفراد الشرطة خاصة اسود ابوطيرة في سلاح المدرعات عقب سقوط معسكر الاحتياطي.. حيث لم ينسحبوا أو يفروا إلى أهلهم و ديارهم بل انحازوا إلى إخوانهم في سلاح المدرعات وكانو نعم السند في وقت عز فيه السند والنصير.. في المدرعات عرفتهم فرسان قتال وعنوان للصبر والصمود.. في الاحتياطي المركزي ام درمان تابعت معاركهم ودفاعهم عن عرينهم في بسالة وشموخ.. اما قوات ابو طيرة في فاشر السلطان فتلك قصة أخرى من التضحيات الكبيرة والدماء الذكية التي عطرت أرض( الفاشر ابوزكريا اداب العاصي)..
عقب سقوط مدني.. تم إخلاء الجرحى والمصابين إلى مدينة سنجة حاضرة ولاية سنار وبعد ساعات من السفر المضي وصلنا إلى سنجة ولأن بعض الحالات كانت حرجة توجهنا إلى مستشفى سجنة حيث تم استقبالنا وإجراء الإسعافات والتنويم في العنابر .. بعدها تم نقلنا إلى مستشفى الشرطة بسنجة وجدنا فيه اهتمام ورعاية صحية تفوق حد الوصف من مدير المستشفى والأطباء والكوادر الطبية والإداريين .. نتمنى من السيد وزير الداخلية والسيد المدير العام لقوات الشرطة إن يوصلوا صوت إشادة لمستشفى الشرطة مدينة سنجة فقد كان العدد كبير من الجرحى والمصابين لكن مستشفى الشرطة كان الملاذ وقت المحن..