اصداء وطنية / بقلم برمة أبوسعادة / *نيالا تحت قبضة الفوضى اغتيالات وانهيار تام للأمن*
اصداء وطنية /
بقلم برمة أبوسعادة /
*نيالا تحت قبضة الفوضى اغتيالات وانهيار تام للأمن*
شهدت مدينة نيالا مؤخرًا انفلاتًا أمنيًا مروّعًا بعد العثور على جثتي ضابطين مجهولين مقتولين في سوق الجبل الأمر الذي أدى إلى إغلاق السوق بالكامل بعد أن تحوّل إلى ساحة للنهب والسرقة والقتل الميليشيات المنفلتة أصبحت تعبث حتى بلقمة البسطاء تسرق ستات الشاي والقهوة وتنهب رزق الفارشات بالخضار ولا ترحم أصحاب الدرداقات وذوي الدخل المحدود.
أما سوق موقف الجنينة فقد انهار تمامًا وتحول إلى أطلال ينعق فيها الخراب حيث باتت جرائم القتل والنهب والسرقة تمارس في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع من الجميع دون رادع أو خوف من قانون.
وتزداد الصورة قتامة مع تنامي ظاهرة الاغتيالات اليومية حتى داخل صفوف الميليشيات نفسها ما أدى إلى انقسامات حادة وانشقاقات داخلية وتحولها إلى مجموعات قبلية متشرذمة تتنازع النفوذ وتتصارع على الغنائم في مشهد يعيدنا إلى أسوأ عصور الاحتراب الأهلي والتشظي الاجتماعي.
وفي مشهد أشبه بالانقلاب على العدالة اقتحمت مجموعات ميليشياوية سجن المدينة وأطلقت سراح معتقليها حمرة عين بعد أن كسرت الأبواب وحررت العشرات من بينهم مظلومون لا يعرف مصيرهم وقد تفرقوا في الفيافي بلا مأوى ولا حماية.
هكذا هي أخلاق الميليشيا حيثما حلت نزل الخراب وحلت اللعنة ونيالا اليوم تعيش حالة من الفوضى والانهيار لم تشهدها منذ تأسيسها لم يعد أحد آمنًا على ماله أو روحه فمن في يده بعض القريشات يقتل وتنهب أمواله دون أن يرف للقتلة جفن.
والمخاوف تتصاعد من انتقال هذه الفوضى والعبث إلى مدينة الضعين التي تعاني أصلًا من أسوأ أحوالها اعتقالات عشوائية وجلد للمعلمين والمساكين بالسياط في مشهد يعكس وحشية من يحكمون بالسلاح لا بالشرعية.
*ويا حسرتي على نيالا*
نيالا التي كان يترنم أهلها بنيالا ام عيال العيشة فيك هنية خضرا ام رمال السمحة زي بنية
اليوم الميليشيا جعلتها يبابا وتبكي أطلالا وسكانها بين مقتول ومشرد وبين من ينتظر دوره في طابور الوجع والانكسار
*هكذا تتلخص سيرة الميليشيات المترهلة*
حيثما دخلوا مدينة أشعلوا فيها الفوضى وحولوها إلى خراب عام اقتصاد منهوب وعدالة مكسورة وأمن مفقود لا مشروع لديهم سوى النهب ولا شرف في سلوكهم سوى الغدر تحالفهم هش وعداؤهم لأنفسهم أكبر من عداوتهم لأعدائهم.
إنها ليست قوى تحرير بل قوى تدمير تتآكل من الداخل وتلتهم ما تبقى من الوطن دون رحمة.