*أمريكا وحرب الاثني عشر يوماً* *هل نجحت الولايات المتحدة في إستخدام استراتجية (الأيدي المقيدة)*!؟؟؟ كتب : عزالدين ابو جمال
*أمريكا وحرب الاثني عشر يوماً*
*هل نجحت الولايات المتحدة في إستخدام استراتجية (الأيدي المقيدة)*!؟؟؟
كتب : عزالدين ابو جمال
حالة اللا سلم وطبيعةالحرب…..
تخوض إيران وإسرائيل منذ عقود حرباً استخباراتية أقرب في سماتها للحرب الباردة، اشتملت على هجمات برية وبحرية وسيبرانية وعبر وكلاء، حيث اعتمدت إسرائيل على العمليات الاستخباراتية ضد المصالح الإيرانية وقادتها العسكريين وعلمائها النوويين، ففي العام 2018، حصلت إسرائيل على عشرات الآلاف من الوثائق التي تحتوي على معلومات بشأن برنامج إيران النووي عبر عملية استخباراتية معقدة، كما توجه طهران اتهامات إلى إسرائيل بتنفيذ مجموعة من الاغتيالات والتفجيرات، خاصة في الفترة التي أعقبت مقتل قاسم سليماني في غارة أمريكية في يناير 2020، والتي تبعها سلسلة من العمليات منها: اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده أواخر العام ذاته، والتفجير في منشأة نطنز النووية عام 2021، واغتيال العقيد في الحرس الثوري صياد خدايي في طهران عام 2022، والهجمات بطائرات مُسيرة ضد منشأة أصفهان العسكرية عام 2023، وتمثل أحدثها في التفجيرات التي تعرضت لها خطوط نقل الغاز بين الجنوب والشمال في إيران في فبراير 2024، إلى جانب اتهام إسرائيل بالوقوف وراء العشرات من الهجمات الإلكترونية والسيبرانية.
على الطرف الآخر؛ تتهم تل أبيب، إيران بالتخطيط وتنفيذ هجمات ضد المصالح الإسرائيلية حول العالم، ففي العام 2018 اعتقلت السلطات الألمانية إيرانيين متهمين بجمع معلومات عن أهداف إسرائيلية في ألمانيا، وفي 2021 اتهمت الهند قوة القدس بالمسؤولية عن التفجير الذي وقع قرب السفارة الإسرائيلية في نيودلهي، وفي 2023 اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إيران بمحاولة تفجير السفارة الإسرائيلية لدى أذربيجان، كما شملت الاتهامات هجمات عدة ضد السفن البحرية المملوكة كليا أو جزئياً لإسرائيل، من بينها الهجوم على ناقلة نفط في بحر العرب عام 2021، وهجوم آخر حدث قبالة شواطئ سلطنة عُمان عام 2022، وتعرض سفينة تجارية لهجوم بطائرة مسيرة قبالة الساحل الغربي للهند في أكتوبر 2023، بالإضافة إلى آلاف الهجمات السيبرانية ومحاولات الاختراق الإلكتروني، والتي بلغت وفق تقارير إسرائيلية 3380 هجمة خلال العام 2023، في زيادة بنسبة 43% عن العام 2022.
الانتقال للمواجهة…….
هناك تفاعل ديناميكي ومتتابع بين إسرائيل وإيران، حيث يبدأ بمبادرة هجومية من الأولى تركز على استهداف مستمر ودقيق للبنية التحتية وضرب حلفاء طهران الإقليميين. يؤدي هذا الفعل إلى سلسلة من الردود والردود المضادة، مما يخلق بيئة إستراتيجية تتميز بتبادل الأفعال وردود الأفعال.
تهدف إسرائيل بهذه المبادرات الهجومية إلى تعظيم نفوذها الإقليمي وإضعاف نفوذ إيران بشكل تدريجي دون التورط في حرب شاملة قد تستنزف مواردها وتثير انتقادات دولية، خاصة وأن تحالفها مع الولايات المتحدة لا يشجع على التصعيد الإقليمي.
أما طهران فهي تسعى لردع تل أبيب وتأكيد قوتها، إذ يتصف ردّها بالانتقائي للحفاظ على مصداقيتها وتقليل مخاطر التصعيد غير المنضبط. تتضمن إستراتيجياتها استخدام تكتيكات غير مباشرة مثل الحرب بالوكالة، والقدرات السيبرانية، والمبادرات الدبلوماسية التي تهدف إلى موازنة النفوذ الإسرائيلي.
وبذلك فإن طهران تسعى إلى تجنب المواجهة المباشرة التي قد تُظهر نقاط ضعفها العسكرية، وتستفيد من تحالفاتها وشبكة تحالفاتها وشراكاتها الإقليمية لمواجهة طموحات إسرائيل وإظهار قدرتها على الصمود لكن دون التورط في صراع طويل الأمد قد يؤدي إلى استنزاف مواردها بشكل كبير والحفاظ علي ماتبقي من والوكلاء في المنطقة بعد التاكل الذي اصابهم في الفترة الاخيرة.
وفي المقابل، تعمل الولايات المتحدة كوسيط وقوة موازنة، إذ تسعى بالرغم من تحالفها مع إسرائيل إلى تجنب أي صراع شامل يمكن أن يضر بمصالحها القومية ويعرقل أهدافها الجيوسياسية الأوسع ويضرّ الاستقرار الإقليمي.
الذي تمثل فيه بالدرع الحامي والحارس الأمين
وتتمثل مهمتها الأساسية في الردع وتخفيف حدة التوتر وتقديم الدعم السياسي والنصائح الإستراتيجية لإسرائيل، لكنها تفرض أيضا قيودا على مدى التدخل العسكري لمنع أي صراع من الانفلات إلى ما هو أبعد من مستوى يمكن التحكم فيه وضمان الحفاظ على توازن إستراتيجي.
فلذلك هي تستخدم مفتاح
استراتيجية “الأيدى المقيدة”
وهومفهوم رئيسى ذو صلة لما تم قراءته “استراتيجية الأيدى المقيدة”، وهو مصطلح يستخدم فى السياسة الخارجية يمكن تتبعه إلى أعمال (توماس شيلينغ) تتضمن هذه الاستراتيجية أن يقوم قائد أو دولة بفرض قيود عمدًا على أفعالهم. من خلال القيام بذلك، فإنهم يشيرون إلى التزامهم بموقف معين، مما يعزز موقفهم فى المفاوضات.
فعلى الجانب الإسرائيلى، من الممكن رؤية أن هذه الاستراتيجية تظهر فى التحالف الوثيق مع الولايات المتحدة. فى حين تدعم الولايات المتحدة إسرائيل وتدعو إلى عدم التصعيد، إلا أنها أيضا حذرة من الانجرار إلى صراعات غير مرغوب فيها…..
بالمثل، تدرك إيران أن الدخول فى صراع شامل ومفتوح سيعرض مصالحها الوطنية للخطر.
وبهذا تضمن الولايات المتحدة الامساك بخيوط توازن القوي للعب الدور الذي يمكنها من المحافظة علي مكتسباتها (الشاملة) في العالم عبر بوابة الصراع الإيراني الإسرائيلي…حيث يتصارع الإثنان واياديهم مكبلة.!!!!!!!
عزالدين ابوجمال
القاهرة 24يونيو2025