منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

حديث الساعة عمار عبدالباسط عبدالرحمن يكتب : *الإمارات: دويلة الحرب بالوكالة والفوضى الناعمة*،

0

حديث الساعة
عمار عبدالباسط عبدالرحمن يكتب :

*الإمارات: دويلة الحرب بالوكالة والفوضى الناعمة*،

عبد الباسط عبد الرحمن

في خضم التناقضات العربية، تقف الإمارات اليوم كنموذج صارخ لما يمكن أن تفعله “الدبلوماسية الرمادية” حين تخرج عن قيم القانون والإنسانية، وتتحوّل إلى أداة هيمنة إقليمية تُخفي أنيابها خلف ابتسامات اصطناعية وشعارات التسامح.*

*لم تعد العواصم تُحتل بالجيوش فقط، بل بالعقود والصفقات والبيانات الصحفية. وأبوظبي لم تعد ذلك البلد الصغير الطموح، بل مركز إدارة لنزاعات معقّدة، تغذيها بالمال والسلاح والدعاية، ثم تتبرأ من نتائجها بربطة عنق أنيقة وابتسامة باردة.*

*السودان… الشرارة التي أحرقت القناع*…

*حين قررت الحكومة السودانية قطع العلاقات مع الإمارات، لم تكن تلك خطوة دبلوماسية اعتيادية، بل بيان سيادي مكتمل الأركان. كانت تلك لحظة فضح لا مجاملة، ووقفة كرامة لا تراجع فيها.*
*لقد كشف السودان عن عمق التدخل الإماراتي في ملف الجنجويد، وتورطها في تسليحهم، وتوفير الدعم اللوجستي والمالي، وتمرير جوازات سفر لمرتزقة، كأنهم عمالة سياحية لا أدوات قتل ممنهج* .

*جاء الرد الإماراتي على طريقة “العصابة المرتبكة”: تجميد تأشيرات، طرد أسر سودانية، وإجراءات مهينة بحق المدنيين، أرادت بها أبوظبي أن تنتقم لا من الخرطوم كدولة، بل من شعبها كله، في استعراض فجّ للقوة لا يصدر إلا عن نظام مأزوم.*

*خارطة الخراب الإماراتي من الخليج إلى القرن الإفريقي*…..

*السودان ليس سوى فصل متأخر من كتاب كتبه المال الإماراتي بالدماء* :

*في اليمن: دعمت ميليشيات انفصالية لتقويض الحكومة، واحتلت جزيرة سقطرى، وجعلت من عدن ساحة تصفية حسابات.*

*في ليبيا: مولت انقلاب خليفة حفتر، وأطلقت طائراتها المسيّرة لقصف طرابلس.*

*في القرن الإفريقي: تحوّلت إلى سمسار موانئ، تدخل في سيادة الدول بحجة “التنمية” بينما هدفها الحقيقي السيطرة على باب المندب ومنافذ البحر الأحمر.*

*كل هذا يحدث بواجهة مزخرفة: مكافحة الإرهاب، دعم الاستقرار، مشاريع خيرية. بينما الواقع أن الإمارات تبني مشاريعها الاقتصادية على أنقاض دول تنهار، وتفرض شروطها على شعوب مسحوقة، وتشتري صمت الحكومات والمنظمات.*

*الوجه المزدوج: إنسانية مزيفة وإمبريالية ناعمة*

*تدير الإمارات واحدة من أكبر حملات العلاقات العامة في العالم* :

*ترعى مؤتمرات التسامح،*

*تمنح جوائز “المرأة القيادية”،*

*تموّل مراكز فكرية في أوروبا،*

*وتستضيف بابا الفاتيكان والصوفيين والبوذيين…*

*لكن خلف هذه الواجهة، تسجن النشطاء، وتمنع المعارضين من العودة، وتغتال الخصوم عبر شركات مرتزقة، وتموّل الحروب في السر بينما تدعو للسلام في العلن.*

*إنها “الابتسامة الحادة” كما يصفها البعض: تفتح يدها اليمنى بالمال، بينما تغرس خنجرًا باليسرى في خاصرة الشعوب الطامحة للتحرر* .

*ما بعد الخطاب السوداني: بداية الانهيار الدبلوماسي؟*

*خطاب الخرطوم لم يكن نهاية لمعركة، بل بدايتها. لقد أحرج العالم الصامت، وحرّك المياه الراكدة، وطرح السؤال الذي طالما تجنبه الإعلام الغربي والعربي على حد سواء: من يُحاسب الإمارات؟ ومن يُوقف آلة تمزيق الدول باسم التنمية والاستثمار* ؟

*لا يمكن أن تستمر هذه الازدواجية إلى الأبد. هناك صحوة بدأت تتشكل، وهناك قوى إقليمية بدأت تعيد التفكير في تحالفاتها. فحين تنقلب الإمارات على من خدمها، وتطرد أسرًا بريئة لمجرد أنهم من السودان، تسقط عنها كل ورقة تين أخلاقية.*

*الإمارات… دولة عدوان بلباس إنساني*،،،

*من دعم الجنجويد إلى تهريب السلاح إلى تمويل الانقلابات… ومن استضافة القواعد الأجنبية إلى تدمير الثورات العربية الناشئة…*
*إنها ليست مجرد تدخلات عابرة، بل مشروع تفكيك كامل، هدفه تقويض كل مشروع وطني مستقل، وكل صوت حرّ يرفض الوصاية* .

*وحين تصطف الإمارات إلى جانب مرتزقة وتُعلن الحرب على الشعوب، فإن معركتها لم تعد سياسية… بل أخلاقية، وتاريخية، وشاملة.*

*خاتمة: لا للصفقات على حساب السيادة*

*السودان اليوم لا يواجه الإمارات وحدها، بل يواجه نموذجًا فاسدًا من العلاقات الإقليمية:* *نموذج قائم على الرشاوى السياسية، والاستثمار في الضعف، والهيمنة بالمساعدات المشروطة.*
*لكنه فتح الباب لمعركة حقيقية ضد هذا النموذج:*

*معركة سيادة* ،

*معركة إعلام* ،

*ومعركة قانون دولي.*

*والشعوب، حين تنهض، لا تُقهر… والدبلوماسية، حين تنحاز للكرامة، تُسقط عروشًا ناعمة البنيان، وإن بدت شاهقة.*

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.