منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

مسارات د.نجلاء حسين المكابرابي *احتفاء*

0

مسارات
د.نجلاء حسين المكابرابي
*احتفاء*

أحد أبرز الاقتصاديين السودانيين الذين لعبوا دوراً محورياً في صياغة السياسات النقدية والمالية خلال العقد الاول من القرن الحادي والعشرون. الدكتور/ صابر محمد الحسن تخرج من كلية الاقتصاد جامعة الخرطوم، وواصل دراسته العليا في الولايات المتحدة الامريكية، مما أتاح له قاعدة علمية صلبة قادته إلى مواقع مؤثرة داخل مؤسسات الدولة الاقتصادية.

بدأت مسيرته المهنية في المؤسسات الاقتصادية السودانية من مواقع تنفيذية وفنية، حيث تدرّج في بنك السودان المركزي حتى تولى منصب المحافظ. خلال فترة عمله كمحافظ لبنك السودان حقق عدد من الانجازات منها نيل البنك المركزي الاستقلالية، استقرار سعر الصرف، وانخفاض التضخم، والاحتفاظ باحتياطيات مقدرة من النقد الاجنبي، على الرغم من ذلك واجه تحديات اقتصادية جسيمة، من بينها بوادر انفصال جنوب السودان الذي أدى إلى فقدان البلاد لمعظم عائداتها النفطية وبالتالي انعكاس ذلك على المؤشرات الاخرى. تعامل الدكتور صابر مع هذه التحديات من خلال حزمة سياسات نقدية تهدف إلى تحقيق الاستقرار، مع تعزيز الدور الرقابي للبنك المركزي على الجهاز المصرفي، والسعي لتوسيع الشمول المالي في البلاد.

عرف الدكتور صابر بنزعته الإصلاحية داخل الجهاز المصرفي، وكان من الداعمين لسياسات تحرير السوق بشكل تدريجي ومدروس، مع مراعاة الظروف الهيكلية للاقتصاد السوداني. كما كان من أبرز الأصوات التي نادت بضرورة تحسين العلاقة بين السياسة النقدية والمالية، مشدداً على أن ضعف التنسيق بين السياستين من أسباب عدم الاستقرار الاقتصادي. في هذا الإطار، سعى إلى ترسيخ استقلالية البنك المركزي، وتطوير أدوات السياسة النقدية، بما يشمل أدوات السوق المفتوحة وإدارة السيولة.

إلى جانب عمله المحلي، كان للدكتور صابر حضور دولي لافت، بجانب عمله في صندوق النقد الدولي في ثمانينات القرن الماضي، مثّل السودان في العديد من المحافل المالية الدولية، مثل اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومؤتمرات محافظي البنوك المركزية في إفريقيا والعالم العربي. استفاد من هذه المشاركات في تعزيز علاقات السودان مع المؤسسات المالية الإقليمية والدولية، وسعى من خلالها إلى جذب الدعم الفني والاستشاري لتطوير النظام المصرفي الوطني.

بعد مغادرته منصبه كمحافظ، واصل الدكتور صابر تقديم خبراته الاستشارية في مجالات السياسة الاقتصادية، سواء من خلال المؤسسات الوطنية أو عبر منابر البحث والنقاش الاقتصادي. كما يُعرف ايضا بمساهماته في صياغة أوراق وتوصيات إصلاحية تناولت قضايا الاقتصاد الكلي، وسبل تحسين إدارة الموارد العامة، وتطوير الهياكل الإنتاجية.

ينظر كثيرون إلى الدكتور صابر باعتباره شخصية متزنة، جمعت بين الحصافة الاقتصادية والقدرة على إدارة التوازنات السياسية والمؤسسية والمهنية، في بيئة شديدة التعقيد. ترك بصمة في تطوير القطاع المالي والمصرفي، وارتبط اسمه بفترات مهمة من تاريخ السياسات الاقتصادية في السودان.

الراصد الاقتصادي

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.