همسة وطنية د. طارق عشيري يكتب : *إنتصارات الكرامة.. لماذا يرافقها الاحباط؟*
همسة وطنية
د. طارق عشيري يكتب :
*إنتصارات الكرامة.. لماذا يرافقها الاحباط؟*

في كل صباح اتوجس من فتح القروبات او القنوات والاطلاع علي اخبار الوطن الغالي لان فرحنا لايستمر طوال العامين ياتي الاحباط من خبر مدسوس او صحفي اراد ان يعكر صفو نفوس اهل السودان فهي مجموعة لاتريد الفرح لهذا الشعب المكافح ان يفرح لانتصار اوتحرير مدينة وهي ظاهرة تكررت كثيرا خلال الحرب .
في كل مرة تحقق فيها قواتنا المسلحة السودانية انتصارًا جديدًا في معركة الكرامة، ترتفع هتافات النصر وتُرفع رايات العزة، لكن خلف هذا المشهد المضيء، يسكن الإحباط في نفوس كثيرين، كأنه ظل لا يفارق النور. مشاعر مختلطة تعتري الشارع السوداني: فرح بالنصر، وحزن دفين لا يجد تفسيرًا بسيطًا.
ربما يعود ذلك إلى أن الحرب، بطبيعتها، لا تأتي بلا ثمن. فقد طال أمدها، واستنزفت الأرواح والموارد، وأثقلت كاهل المواطن الذي يقاتل على جبهتين: جبهة النار، وجبهة الحياة اليومية. فكل نصر عسكري يقابله تساؤل مُلح: “وماذا بعد؟”
الإحباط ليس تقليلاً من قيمة التضحيات ولا من شرف المعركة، لكنه انعكاس لحالة عامة من القلق حول المستقبل. فمع الانتصار، يتجدد الأمل، لكنه يصطدم بواقع معيشة يزداد قسوة، وبأوضاع إنسانية تزداد سوءًا، وبحالة من الضباب السياسي لا تُظهر ملامح ما بعد الحرب.
يتعطش السودانيون، لا للانتصار فحسب، بل للسلام العادل، وللأمان، ولعودة الدولة التي تحترم كرامتهم وتحمل همّهم. يريدون أن يروا انتصاراتهم تتحول إلى استقرار، وإلى خطط حقيقية لإعادة بناء ما تهدم، وإلى وحدة وطنية تتجاوز خطاب الحرب وتؤسس لمرحلة جديدة.
من حقنا أن نفرح بانتصارات قواتنا المسلحة، ومن حقنا أن نحلم بوطن معافى. لكن من واجبنا أيضًا أن نصغي لصوت الإحباط، لا لنُثبط، بل لنجعل من النصر محطة نحو الأمل الحقيقي، لا محطة انتظار جديدة في قطار المعاناة.
________________________
_adg8nfCnA81muQVAf24
▪️صفحة الفيسبوك :
https://www.facebook.com/share/1HeEPw9huk/