منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

 أفق جديد  توفيق جعفر يكتب: *( مكتول هواك يا كردفان ..!؟)*

0

أفق جديد
توفيق جعفر يكتب:
*( مكتول هواك يا كردفان ..!؟)*


ذبت في متاهة الجمال،
والجلال، حينما زرت،وطفت ( كرادفان) مدنا، وقري، بوادي الرمال، دار الريح …بدو في دار حامد يبذلون الطعام،يذبحون للضيف رغم فقرهم، كنت مكلفا بمهام بالتعاون مع wfp سحنا في محليات شيكان عاصمتها، الابيض تلك المدينة الانيقة المضمخة بالقيم، المعطونه في سر الخصوبه ، مدينة حنونه تمد اياديها البيضاء بكرم حاتمي للغريب، تحتويه وتحتضنه فيعود منها ( تريان ومندي) ..!
تحررت من ربقة إختناقها من الأوغاد، فتنفس اهلها الصعداء ..!
وهاهي المدن تعود لحضن الوطن، وقد عاد القصر الجمهوري ، رمز الإباء، رمزية الإستقلال والعزة ..!
أعاده شباب نضير، قاتلوا بشرف، قرأت ما كتبته أم الشهيد أحمد، ذلك الفتى اليافع، أحتسبته، لله، وللوطن وهو يدفع عن ديار السودان العداء، فبكيت وجرت عيناي بدمع هتون ..؟
أهكذا بدلت امهاتنا اللوع، والبكاء والترمل بالتراب، لحال جديد، يسر الصديق، ويغيظ العدو ..!
طفنا في كردفان، زرنا قري في محلية شيكان، واقمنا خياما لنعرف مدي فقر سكان هناك، كنا عندما نأتي برفقة عاملين في ال wfp، ينشغلون بإكرامنا برغم حوجتهم الظاهرة، وفقر حالهم البين ..!
عمل معي شباب نضير، أولاد، وبنات ينهضون بواجب تدوين كل شيء، وتصوير كل مرأي لاهلنا البدو في تلك الروابي، والقري الجميلة ..!
الكرم مغروس، وحرارة الإستقبال، والحفاوة جزء من طبعهم ..!
وحكى لي اخي صهيب، أنهم مرة عادوا للابيض صباح عيد الفطر، فتعطل بصهم قبل دخول المدينة، بمحازاة قرية ، فأسرع صبي لا يتجاوز الثالثة عشر إليهم بالشاي، وظل يرفدهم بكميات من الطعام كل حين، فذهبنا إليه لنشكر ابوه، وأسرته فوجدنا اخته علي النار تطبخ العصيدة، وهي اصغر منها في الحادية عشرة تقريبا، فرحبت بنا وأخبرتنا ان امها وابوها غير متواجدين في البيت، قال فبكينا لكرم حاتمي يقدمه طفلان ..!
بارا، أخرجت للسودان افذاذ، وحكايات كرم، وسخاء، زرناها كانت جميلة خضراء بأهلها الطيبين ..!
الأبيض بين سهل، بسكانه من البديرية، ودار حامد، وبين الجبل، ولكل مزايا، وخصائص ..!
مجتمع كردفان المصغر، يشعرك بأنك في مقام ترحيب، بل ينتابك إحساس أنهم يستمعون إليك، يجلونك، وكأنما يخيل إليك انهم اهل الخير، واهل السودان الحقيقيون ..!
وعرفت أن السودان، رغم طيبة اهله، فقير، وبه حال يغني عن السؤال، فلماذا لا نحرك مواردنا من الشباب، للتنمية والإعمار ، مشكلة مياه الابيض مثلا، ماهي الحلول المقترحة؟
ما هو الدور المرتجي لنا ، ولأهل الأبيض، وشبابها؟
أم أن المشكلة تتعلق بمال، وقرض، ولماذا لم تتحرك حكومات ولايات كردفان، في السقيا ومحاربة العطش؟
واحدة من اكبر مشكلاتنا عدم التوصيف الصحيح، وعدم دفع المال المتكاثر في موضعه الحقيقي ..!
تعاني من إهدار المال، واهدار الزمن، و … و…إلخ
كردفان حلوة بناسها، وصدق من كتب، فغني المرحوم عبد القادر سالم :
مكتول هواك يا كردفان ..
مكتول هواك انا من زمان ..
أسير غزال فوق القويز ..
وانا اعلن للكافة :
مكتول هواك انا من زمان ..!!

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.