منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

د/اميرة كمال مصطفى ️ *العام الهجري الجديد وشهر محرم: فرصة للتجديد والتأمل*

0

د/اميرة كمال مصطفى ️

 

*العام الهجري الجديد وشهر محرم: فرصة للتجديد والتأمل*

يطل علينا العام الهجري الجديد ليذكرنا برحلة عظيمة غيّرت مجرى التاريخ؛ إنها الهجرة النبوية المباركة، التي لم تكن مجرد انتقال جغرافي من مكة إلى المدينة، بل كانت بداية لعصر جديد من القيم، والعدل، وبناء الأمة على أسس العقيدة والأخلاق. وفي هذا التوقيت المبارك، نستقبل أول شهور السنة الهجرية: شهر الله المحرم، أحد الأشهر الحُرُم التي عظّمها الله في كتابه.
إن العام الهجري الجديد ليس تقويم نؤرّخ به، فقط بل هو محطة روحية تستدعي منا وقفة مراجعة وتأمل. هل كنا على قدر الأمانة؟ هل حافظنا على مبادئنا وقيمنا؟ هل تقدمنا نحو ما يرضي الله ويخدم أوطاننا ويقوّي روابطنا الإنسانية والاجتماعية؟
أما شهر المحرّم، فقد خصّه النبي صلى الله عليه وسلم بالذكر، فقال: “أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم” [رواه مسلم]. وسُمي بـ”شهر الله” تشريفًا له وتعظيمًا، وهو من الأشهر التي كانت تُعظّم في الجاهلية، فجاء الإسلام فأقرّ حرمتها، وزادها تشريفًا ورفعة. وفيه يوم عاشوراء، ذلك اليوم الذي نجّى الله فيه موسى عليه السلام وقومه من فرعون، فصامه النبي شكرًا لله، وحثّ أمته على صيامه، لما فيه من الأجر والمغفرة.
إننا في هذا الزمن الذي تكثر فيه التحديات وتشتد فيه الأزمات، بحاجة ماسّة إلى استلهام دروس الهجرة، وشحذ الهمم بروح المحرّم، لنبدأ عامًا جديدًا بالعزيمة والصبر والتقوى. ولنكن كما كان سلفنا، يستفتحون أعوامهم بالدعاء والعمل الصالح، ويطوون صفحات الماضي بالتوبة والأمل.
فلنجعل من هذا العام الهجري الجديد عهدًا على أنفسنا بأن نكون خير خلف لخير سلف، نبني ولا نهدم، نوحّد ولا نفرّق، نُصلح ولا نُفسد. ولنجعل من شهر الله المحرّم منطلقًا للعودة إلى الله، وتعزيز الإيمان، والتمسك بالحق.
كل عام وأنتم إلى الله أقرب، وعلى طريق الهجرة ماضون بثبات ويقين.
ودمتم دوما بخير

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.