ندى الحروف ✍️ إبراهيم محمد نور *الشمالية تقاتل هناك… فمن يحميها هنا؟*
ندى الحروف
✍️ إبراهيم محمد نور
*الشمالية تقاتل هناك… فمن يحميها هنا؟*
قال الله تعالى:
“وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ…”
في ظل التطورات الأمنية المتسارعة التي تشهدها البلاد، تتصدر الولاية الشمالية المشهد الوطني بمواقفها البطولية وتضحيات أبنائها، الذين ارتقوا شهداء في ميادين الشرف، وواصلوا القتال ببسالة لتحرير المدن من قبضة قوات الدعم السريع. أبناء هذه الولاية لم يكتفوا بالدفاع عن مناطقهم فحسب، بل كانت لهم مساهمات بارزة في تحرير العديد من المناطق، وهم اليوم يخوضون معارك الشرف في دارفور وكردفان.
وفي الوقت الذي يسطر فيه أبناء الشمالية أروع ملاحم الصمود والفداء في الجبهات، تبرز الحاجة المُلِحّة إلى حماية ظهرهم من خلال تأمين أهاليهم وممتلكاتهم في الداخل، وتحصين ولايتهم من أي اختراقات أمنية أو تهديدات محتملة من الخلايا النائمة والمليشيات المتسللة.
قال رسول الله ﷺ:
“من بات آمناً في سِرْبه، معافىً في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها.”
دعوة عاجلة إلى السيد اللواء عبد الرحمن عبد الحميد، والي الولاية الشمالية، لاتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة لتعزيز أمن الولاية. وتتمثل أبرز هذه المطالب في
. دعم الأجهزة الأمنية والاستخباراتية لتمكينها من رصد ومتابعة النشاطات المشبوهة.
. تعزيز التعاون والتنسيق بين كافة الجهات الأمنية لتبادل المعلومات والاستجابة السريعة لأي تهديد.
. تأمين الحدود مع الولايات المجاورة، ومنع أي تحركات غير قانونية أو تهريب للأسلحة والمقاتلين.
. تفعيل دور المجتمع المحلي في رفع مستوى الوعي الأمني، وتشجيع المواطنين على التبليغ عن أي نشاطات مشبوهة.
. توفير التدريب والتأهيل المستمر للقوى الأمنية، لرفع كفاءتها في مواجهة المليشيات والجهات الداعمة لها.
. تعاون والي الولاية وحكومته مع القوات المسلحة والقوات النظامية لضمان فرض القانون والاستقرار.
قال تعالى:
“وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ”
ولا يمكن الحديث عن حماية الولاية دون التطرق إلى أهمية بناء الثقة بين الحكومة والمواطنين، فتعزيز العلاقة بين الطرفين هو السبيل إلى ترسيخ الأمن والاستقرار، وتمهيد الطريق نحو عودة الحياة الطبيعية.
في هذا السياق، تتحول الولاية الشمالية من مجرد نقطة جغرافية إلى رمز وطني للصمود والواجب، ويصبح الحفاظ على أمنها واجبًا أخلاقيًا ووطنيًا، لا يقل أهمية عن معارك التحرير في الجبهات.