وجع الحروف ✍️ إبراهيم أحمد جمعة شمال كردفان: *(كمسدة النفاية في عمرة الجهلاء).. 1*
وجع الحروف
✍️ إبراهيم أحمد جمعة
شمال كردفان:
*(كمسدة النفاية في عمرة الجهلاء).. 1*
مؤشر العنوان أعلاه يذهب باتجاه شراكة القوى السياسية مع المليشيا ومواقفها المتماهية والمساندة لها في ولايات كردفان.
الشاهد أن الموقف الأبرز هو موقف حزب الأمة والمؤتمر السوداني، حيث غلب على موقفهما التماهي والشراكة، وربما شواهد عديدة منذ بداية الحرب تدلل وتعضد ذلك، منها غض الطرف عن جرائم المليشيا وتعدياتها على قرى ومدن شمال كردفان، والشراكة في اتفاقات تطبيع الحياة مع المليشيا، كاتفاقات جبل (حمدله) واتفاق خلوة أسد، حيث يقبع شيخ الخلوة حبيسًا بعد القبض عليه وهروب البعض، وعلى رأسهم رئيس المؤتمر السوداني، واتفاق بارا الذي تسبب هو الآخر في دمار المدينة وتوطين المليشيا في أرض الواحة الخضراء. وما بين السطور هوامش لا يمكن الإفصاح عنها، فهل تُفيد كمسدة النفاية في عمرة الجهلاء؟
والعُمرة – بضم حرف العين – إناء يُنسَج ويُضفَر من عروق الأشجار أو السعف لحمل الأشياء، والبعض ظن أن كمسدة نفاية القوى السياسية في عُمرة جُهلاء المليشيا ستفرز وتنتج مشروعًا سياسيًا، ولكنه كان شراكة في مشروع خراب الوطن وبنيته التحتية، تحت رعاية وتمويل الطامعين في موارد السودان، والنتيجة نهب وسرقة وتهجير قسري، والقوى السياسية تقف عارية بلا موقف أخلاقي يستر عورها.
فماذا يقول رئيس المؤتمر السوداني حاتم ميرغني بعد توقيعه ضمن اتفاق السبعة الذي دمر أم روابة وأذى مجتمعها؟ فهو يقف كابن نوح مستعصمًا بجبل المليشيا، وبلا حياء يظن أنه يقف مع شعار (لا للحرب)، الشعار الذي لم تتعدَّ كلماته أفواه ساسة الحرية والتغيير.
أما حزب الأمة بالولاية، فيُظهر انقسامًا واضحًا، فالحرب تتجاذبه ثلاثة تيارات:
@ تيار الإصلاح المؤسسي، الذي يقوده رئيس الحزب الأستاذ منصور ميرغني، وقد أعلن إسناده للجيش بصورة واضحة.
@ تيار يقوده أمينه العام، وينحاز بصورة واضحة لابنة الإمام، الدكتورة مريم الصادق.
@ تيار يقوده رئيس مكتبه السياسي، تتجاذبه الانتماءات المناطقية والجهوية. فهل يصبح التيار الأقرب لشراكة المليشيا؟ الصورة العامة أن الحزب ليس على قلب رجل واحد.
الشاهد أن أول من تضرر من المليشيا هم الشركاء، لأن المليشيا تتعامل معهم بقاعدة “المغفّل النافع”، وقد تسببت شراكة حزب الأمة والمؤتمر السوداني في خراب مدن أم روابة والرهد وبارا، حيث شُرّد مواطنو أم قرفة وفضلية والعتمور والصنيقة، رغم وجود قادة حزب الأمة ودكاترته الشركاء للمليشيا. فهل تكشف تلك المواقف ظهر رئيس الحزب ببارا، الذي تضرر منزله أثناء ضربة المدرسة الشهيرة؟
وما لا يدركه الساسة أن المليشيا تخسر بمحور بارا، فقد تم تدمير (129) عربة قتالية في الأيام الماضية بنسبة تصل إلى 49% من جملة عرباتها بالمحور، قبل أن تُدعّم بالعربات القادمة التي توزعت بين الرقيبة وشرق خرسي. وقد خسرت ما يتجاوز (280) عنصرًا، غالبيتهم من المرتزقة الجنوبيين (مجموعة استيفن بوي)، قُتل منهم (126) عنصرًا. وكذا الحال، خسرت بالأمس في محور الدبيبات عدد (101)، منهم (74) هالكًا، و(28) وصلوا إلى أبوزبد، ويُقدّر عدد الجرحى بالكبير. فهل تقتلع رياح الصياد تخيمات المليشيا؟
ولنا عودة.
إبراهيم أحمد جمعة
الأبيض
الخميس 19 /6 /2025م