كتب ✍ : د. محمد صالح الشيخابي.. *أنت قحاتي وجارك كوز .. المافي شنو؟*
كتب ✍ : د. محمد صالح الشيخابي..
*أنت قحاتي وجارك كوز .. المافي شنو؟*
*التوقيع: بدل شايك، حتشرب دم ..إذا قلت الكلام النيّ!*
(من أغنية ل سيف الجامعة)..
التسامح ما بقالة في شارع 15 يا ناس!
من الآخر، وبدون فلسفة و مقدمات ولا دبلوماسية ، خلونا نتصور إنو الحرب خلصت (اللهم آمين)، وربنا لطف بيك ورجعت بيتك. فتحت الباب، رفعت عيونك، لقيت جارك … قحاتي… أو كوز. أو سلفي. أو ختمي. أو شيوعي. أو دعامي عديل كدا!
تعمل شنو؟
عندك خيارين وبس:
*الخيار الأول*: لو عندك دليل مادي قاطع إنو الزول دا شارك في الحرب أو تعاون مع الجنجويد، او ارتكب اي جريمة و لو قبل 35 سنة و لو قبل الاستقلال زاتو ..عليك الله ما تقعد تسوي فيها مثالي، أمشي بلّغ عنو طوالي. دا واجب وطني بس يكون دليلك لا يتطرق إليه الشك.
*الخيار الثاني*: ما عندك دليل؟ أقعد ساي. خليك عادي مع جارك. لا تحاكم، لا تلعن، لا تقاطع .. حتى لو عندك شكوك إنو متعاون..طالما ما متأكد خليهو لي ربنا ..
القانون واضح: القاضي ما عندو تصنيف اسمو “كوز” أو “قحاتي”. القاضي داير اسم، فعل، وتهمة واضحة، مدعومة بدليل، ومرافعة، ومحامي. ما داير عواطف ولا تريندات في فيسبوك.
*الفهم شنو؟*
يعني لا يمكن نحاكم الكيانات ككتلة. لا الكيزان ك كتلة واحدة تستحق الإبادة، ولا قحت ك كتلة عصابة مجرمة بكامل أفرادها تستحق المسح من الوجود … القانون لا يعرف “نُدوسو”، القانون يعرف “نُحاسبو”.
شعار “أي كوز ندوسو” كان أسوأ دعاية ضد الثورة. لأنه وحد التيارات الإسلامية ضدها، وجعل أي كوز، و أي إسلامي حتى لو بريء، يشعر بأنه مستهدف فقط لأنه بينتمي. والشعور بالخطر يخلق التضامن… حتى مع الشيطان.
*الشعار الصحيح:* في اعتقادي كان يجب أن يكون
“أي كوز قاتل للمشنقة، والسارق للسجن، والمختلس تُصادر أمواله.”
نعم للقصاص، لا للانتقام. نعم للعدالة، لا للتشفي.
نفس الكلام ينطبق على الطرف الآخر. ما في حاجة إسمها: “بعد الحرب البلد دي تاني ما بتشيلنا نحن و قحت سوا .. !!!و بعد الحرب قحت تاني ما بترجع الخرطوم”.
شنو يعني؟ البلد دي وِرث؟ ولا الخرطوم مدينة شيدتها براك؟ البلد دي بتسع الجميع… بشرط القانون.
بالمناسبة في أي حي أو حلة أو حارة بتلقى الكيزان و القحاتة و السلفية و الصوفية و الحزبيين كلهم على بعض زي عشرة في المية .. التسعين في المية ديل بكونوا ناس ما عندهم أحزاب عاوزين يعيشوا مستورين بالحلال ..
يلا التسعين في المية ديل مفروض ما يخلوا ناس قحت و الكيزان يخربوا عليهم حياتهم..
خلونا نكون واقعيين:
ما ممكن تمسح الكيزان من الواقع، ولا قحت من السياسة…
عدد الإسلاميين بالمفهوم التنظيمي الواسع يتجاوز المليون ونص. دا غير (الإنقاذيين) يعني الموالين للانقاذ بدون انتماء تنظيمي ديل تقريبا زي خمسة ملايين كدا .. ديل كدا ستة مليون و نص حتدوسهم كيف يعني ؟؟ إلا تعمل حرب أهلية جديدة ؟
هي الحرب الحالية خلصت .. ؟؟
و برضو قحت ماااااا ممكن تتمسح من السودان .. عدد الأحزاب القحتاوية والتحالفات المرتبطة بيها يتجاوز ال 170 كيان.. حتمسحهم كيف يعني ؟ .. قحت عملت حكومة موازية مع الجنجويد .. ؟ يتحاكموا بالقانون أو يتم حلهم عديل بس دي مهمة الحكومات و القضاة ما مهمتك انت و جارك.. فهمتوني ..
ما بخسر جاري في الحِلة و دفعتي في الدراسة عشان البشير و حمدوك و سلك.. فهمتوني . ؟
في ناس منتظرين الحرب تنتهي عشان يبدوا حربهم الخاصة ضد خصومهم السياسيين .. لكن التسعين في المية الاكتووا بنار الحرب الأولى مااااا بسمحوا ليهم … !!! و ما مستعدين نكرر مأساة الحرب تاني ..
مستعدين نكرر تجربة رواندا و جنوب افريقيا لمعالجة آثار ما بعد الحرب ..
قال أصبر خلي الحرب تنتهي .. ؟ إذا كان البعض يصف الحرب بأنها عبثية رغم أنها حرب وجودية مفروضة.. فإن العبث الذي يلوح به البعض بعد الحرب سيقودنا للهاوية مالم نرفع درجة الوعي و الاستعداد النفسي ..
ليه حتى على مستوى الأمل و الفأل توعدونا بإنتاج حرب جديدة ؟
ليه ما نستبدل الحرب بي الحب ❤️..
ليه ما نتتج قمح و قطن و نفط و مصانع ..
ليه بدل *القنبلة* ما يكون وعدنا و قدرنا *السنبلة* ؟؟
الحل وااااحد ؟ ما في غيره: نحاسب الأفراد المجرمين ونتعايش مع الباقين.
داخل الحي، داخل الحارة، داخل الشارع، لازم نعيش مع بعض. التسامح ما معناتو نغفر للخونة، لكن معناتو ما نعاقب البريء.
إنت مواطن صالح، مش قاضي، ولا شرطي، ولا جهاز مخابرات.
شُفت جريمة؟ بلّغ. ما شُفت؟ حافظ على حسن جوارك، وساهم في حفظ ما تبقى من البلد.
الدولة و القضاء — مش الجماهير — هي البتحاكم، وهي البتحل الأحزاب، وهي البتعمل مصالحات وطنية.
*الخاتمة:*
للأحزاب والكيانات: محاكمات للاحزاب المجرمة منها، ومصالحات مع الوطنية منها …
للأفراد: تسامح وتعايش… إلا من أُدين بدليل قاطع.
وبالمناسبة… لو جاري قحاتي أو كوز.. ما مشكلة.
بس أهم شي، ما يكون قاتل، ولا سارق، ولا دعامي مندس.
غير كدا، ح أجيب معاي شاي عديل، ونقعد في الواطة نشرب… ونحضر كورة هلال مريخ كمان ..
المافي شنو؟
كتبه بإخلاص: محبكم الفقير لله:
*د. محمد صالح إبراهيم( الشيخابي )*
مايو 2025