*إحياء دار مصحف إفريقيا… مبادرة تضيء القلوب وتحيي الضمائر* بقلم د.إسماعيل الحكيم
*إحياء دار مصحف إفريقيا… مبادرة تضيء القلوب وتحيي الضمائر*
بقلم د.إسماعيل الحكيم
*Elhakeem.1973@gmail.com*
استجابةً كريمةً تعبّر عن صدق الانتماء لعظمة القرآن الكريم، لبّى والي ولاية الخرطوم، الأستاذ أحمد عثمان حمزة، نداء النفرة المباركة لإعادة تأسيس دار مصحف إفريقيا، لينضم إلى كوكبة من الداعمين والمنفقين الذين آمنوا بأن طباعة المصحف الشريف ليست مشروعًا ماديًا فحسب، إنما رسالة إيمانية سامية، تنبع من عمق العقيدة وصدق الولاء لكتاب الله عز وجل.
إنّ هذه الاستجابة ما كانت حدثًا إداريًا عابرًا، بل موقفًا مبدئيًا يجسّد الإيمان بأن إحياء طباعة المصحف الشريف هو إحياء للقيم، وإنعاش للضمائر، وبعث للنور في دروبٍ كثرت فيها الظلمات. وهو تذكير عملي بأنّ خير ما ينفق فيه المال وأفضل ما يوقفه الإنسان في حياته قبل مماته هو لكتاب الله فهو البركة والهداية، وهو الصراط المستقيم الذي تقرّ به العيون وتسكن به القلوب وتُرجى به النجاة في الدنيا والآخرة.
دار مصحف إفريقيا ليست جدر منصوبة ولا مؤسسة تجارية أو ربحية ، بل مشكاة النور التي أضاءت بنور القرآن بلادًا في إفريقيا وآسيا، وامتدّ أثرها ليشمل ملايين المسلمين الجدد والمساكين وطلبة العلم والمجتمعات التي وجدت في المصحف بلغاتهم المحلية مشعل الهداية الأول وقد بلغ إنتاج هذه الدار المباركة نحواً من بضع وعشرين مليون مطبوع ..
من هنا نُجدّد الدعوة من خلال هذا المنبر لكل صاحب مال ولكل قلب سخيّ ولكل منظمة مجتمع مدني ولكل من يعرف قيمة القرآن في حياة الناس وكل غيور على كتاب الله أن يضعوا أيديهم في يد إدارة دار مصحف إفريقيا ويشدوا من عضدها وأن يسهموا معها في هذه النهضة القرآنية بأموالهم وآراءهم ، حتى تعود الدار أقوى مما كانت وأوسع أثرًا مما سبق وأعمق جذورًا في خدمة القرآن وأهله.
ولنتذكّر جميعًا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه”. فما أعظمه من أجر، وما أعلاها من منزلة. فإن أبواب الدار مشرعة لإستقبالكم
وهذا إقراض لله تعالى ..( مَنْ ذَا الّذِي يُقرضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفهُ لَهُ أضْعَافَاً كَثِيرَة).