منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

محمد التجاني عمر قش يكتب : *حلم القحاطة مفاوضات!*

0

محمد التجاني عمر قش يكتب :

*حلم القحاطة مفاوضات!*


مثلما يحلم الجوعان بالعيش فإن القحاطة لا يزالون يحلمون بإنهاء حربهم التي فرضوها على الشعب والجيش السوداني عبر المفاوضات، ويا له من حلم ساذج جداً. وهذا العنوان مستوحى من مناقشات في إحدى مجموعات قحط في الوسائط حيث ذكر أحدهم ما نصه: ” الدكتور كامل إدريس “زول سنة ناعمة” وما عسكري متشدد، بل هو مدني، وما بعيد من الفكر الليبرالي، ويسعى ليكتب اسمه في سجل العظماء في السودان، بتحقيق نجاح الفترة الانتقالية، ولذلك لابد من التواصل معه ليقنع العسكر بضرورة التفاوض من أجل إنهاء هذه الحرب، مع تحذيره بطريقة غير مباشرة من تحمل نتائج الحرب في حال فشل التوصل إلى منطلقات معقولة للتفاوض”.
والله كم غريب هذا الطرح يا قحط، ألم توعزوا للدعم السريع بعدم تنفيذ مخرجات جدة وقال كبيركم النور حمد وغيره من أمثال زينب الصادق المهدي بإن خروج المليشيا من منازل الناس والمرافق العامة في الخرطوم، ضرب من المستحيل لأنهم احتلوها أثناء الحرب وبالتالي لا يمكن مغادرتها أبداً، ولهذا رفض الدعم السريع تنفيد ما توصل إليه مع الجيش في جدة، واستمرت الحرب حتى أخرجهم الجيش من ولاية الخرطوم وغيرها عنوة واقتداراً، ولكنكم ما زلتم ترددون نفس النغمة البايخة والأسطوانة المشروخة حتى تضمنوا عودتكم لكراسي الحكم لتنفذوا بنود العمالة وما يميله عليكم زبانية شيطان العرب من أجندة هي بالضرورة ضد مصلحة الوطن واستقراراه وأمنه القومي، ولكن هيهات فقد أدرك الشعب السوداني خطلكم وسوء نياتكم ورهنكم مواقفكم لأعداء السودان بثمن بخس دارهم معدودة والإقامة في فنادق دول الجوار وربما أشياء أخرى يمنعني الحياء واحترام القراء عن ذكرها.
الدكتور كامل إدريس ليس بالسذاجة التي تتمتعون بها، بل هو رجل على علم واطلاع واسع بمجريات الأحداث الداخلية والإقليمية والعالمية، ويعلم تماما ما كلف به من مهام خلال الفترة الانتقالية وهو مشغول الآن بتشكيل حكومته من كفاءات وطنية تستطيع إخراج السودان من الوضع السيء جراء الحرب المدمرة التي تسببتم فيها بالتواطؤ مع الكفيل وتحريض أغبياء دقلو وخداعهم حتى أدخلوا السودان في هذا النفق المظلم بعدما اضاعوا اللبن في الصيف وفوتوا فرصة التفاوض؛ ولهذا السبب لا تتوقعوا أن يلتفت رئيس الوزراء لهذه الدعوات التي يقصد بها إيجاد مخرج للمليشيا بعدما حقق الجيش انتصارات شهد بها القاصي والداني.
وليكن معلوما لدى قحط أن مسألة التفاوض الآن ليست مطروحة أمام أية جهة حكومية سواء مجلس السيادة، أو قيادة الجيش أو مجلس الوزراء المزمع تشكيله، كما أنها ليست أولوية لا للجهات الرسمية ولا الشعبية، إذ المطلوب الآن هو القضاء المبرم على التمرد ودحره وتحرير كافة التراب السوداني وتطهيره من دنس المليشيا والمرتزقة والعملاء والمتعاونين والقحاطة على حد سواء فهؤلاء جميعهم خونة مارقين وأعداء للوطن ومن الواجب التخلص منهم قبل الالتفاف لأي أمر آخر.
ومن جانب آخر إذا مالت الجهات الرسمية نحو التفاوض مع قحط أو المليشيا في هذه الظروف فإن الشعب السوداني الذي ذاق الأمرين من ممارسات التمرد وأعوانه لن يقبل بذلك وسوف يقف سداً منيعا أمام أي توجه للتفاوض مع من انتهك الأعراض وأزهق الأرواح ونهب الأموال ودمر المنازل والمرافق العامة وهجر النساء والأطفال من ديارهم وعرضهم للذل، والهوان، والمسغبة، والضياع!
باختصار شديد، لا تفاوض ولا وقف للحرب مهما كانت الظروف والضغوط التي تمارسها بعض الجهات حتى يعود السودان لطاولة المفاوضات وعلى قحط أن تكف عن مثل هذه الأحلام التي لن تتحقق على أرض الواقع طالما بقيت على وجه البسيطة عجوز واحدة من هذا الشعب الأبي الذي صبر على الحرب ووقف مع جيشه لأكثر من عامين ونيف وهو على استعداد للصبر حتى يتحقق النصر التام على قحط والمليشيا فهما وجهان لعملة واحدة، وما النصر إلا صبر ساعة! ويا دكتور كامل إدريس لا تسمع لقحط.

16/6/2025

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.