منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي
آخر الأخبار
خواطر قلم 164 د. مهندس سامي السر ابو زينب يكتب : *ما بين القلب الساري والعقل المماري* تقرير : مهدي ابراهيم احمد : *منظمة الدعوة الاسلامية تنفذ مشروع الأضاحي ببعثاتها في السودان وافريقيا... *السفير الزين يقدم تنويراً لمسؤول لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، عن التطورات الأمنية والسيا... همسه وطنية د. طارق عشيري يكتب : *الوجود الأجنبي عامل يهدد امن السودان* بالواضح  فتح الرحمن النحاس يكتب : *هذه الصناعة رديئة الصانع والخام....* *نسف الفوضي بداية التعافي..... وقل اعملوا د/ عبدالله جماع *اكرام حجيج العالم ( واذلال حجاجنا)!!* ألسنة وأقلام د. بابكر إسماعيل يكتب : *سلسلة إعادة إعمار السودان* *1* *المقدمة ورعاية أسر الشهداء وا... رسالة أمل ✍ أم نزار *الأبيض حضن الوطن وسماحة القلب في وجه المأساة* أنفال بدرالدين عبد الرحمن ود إبراهيم يكتب : *الرباعية الدولية سبب نكسة السودان ،هل من متعظ؟!.* الجيلي محجوب يكتب : *الإمارات ومصر… النفوذ المتقاطع*

عوض الله نواي يكتب : *صلاة الفاتح.. التجانيّة وإشراقات الوسط*

0

عوض الله نواي يكتب :

*صلاة الفاتح.. التجانيّة وإشراقات الوسط*

سعدت جدا ، يا رشان، بكتابة عمود بافتتاحية (صلاة الفاتح) وسعدت مرة اخري بتذكير القارئ بالطريقة التيجانية وسرّ صلاة الفاتح، تلك الكلمات التي يتلوها العارفون بالله من أتباع الطريقة التجانيّة كمن يطرق أبواب الرحمة بسكين الاستقامة، ويوقن أن ما بين الألف والياء سرّ لا يُدركه إلا من عرف مقام الأدب وذاق حلاوة التجرّد.

ليست مجرد صلاة، بل مفتاحٌ يُفتح به بابٌ لا يُغلق، ويُغلق به بابٌ لا يُفتح. هكذا يعتقد التجانيون في المغرب، حيث المنبت والمنبع، حيث فاس التي أنجبت الطريقة وورثت عنها حكمة الاتزان في عالمٍ يميل كل حين إلى طرف. إن “صلاة الفاتح لما أُغلق” ليست طقسًا لفظيًا، بل منزلة في الطريق، يطأها السالكون بخفة الزاهدين، لا لطلب الجاه، بل لنجاة الروح.

إن الطريقة التجانيّة، حين تسلّلت إلى غرب السودان، لم تأتِ دخيلةً ولا مُحمّلةً بعصا شيخ، بل جاءت محمولةً على جناح القبول، وجدت أرضًا عطشى للصفاء، وقلوبًا تنتظر مفتاحًا لبابها الداخلي، فكانت صلاة الفاتح. وهي ليست مفردة صوفية وحسب، بل جزء من إرث ثقافي يربط بيننا والمغرب – ذاك البلد الذي لم يُصدّر تصوّفًا سائبًا ولا غلوًا مريضًا، بل منحنا وسطية تحرسها الدولة وتُحييها الزوايا.

في زمن التيه، حين طغت الشعارات، وتاه الناس بين من يتاجر بالدين ومن يشكّك في الثوابت، تبرز الطريقة التجانيّة كواحة خضراء، لا تطرف فيها ولا جفاء، طريقها “الاستقامة”، لا المزايدة، وزادها “المحبة”، لا السيف.

حين يُردد الناس صلاة الفاتح، فهم لا ينشدون إلا الرزق من عند الله، رزقًا في الروح قبل الجيب، ويقينًا قبل الطمأنينة. وهي بهذا تحمل قدرة رمزية على التئام الشروخ، واستعادة ما تناثر من الذات.

اليوم، وسط ضجيج الحرب، يشتاق السودان إلى تلك اللحظة الصوفية التي توازن بين العقل والقلب، بين الدولة والمجتمع، بين الماضي والمستقبل. نحتاج أن نعود إلى جُذور الطُهر، لا من باب الانغلاق، بل من باب الاعتدال المستنير، الذي حفظ الهوية السودانية قرونًا، وجعلها تتعايش مع محيطها دون أن تفقد خصوصيتها.

في لحظة تاريخية تعجُّ بالمشاريع والمشاريع المضادّة، تبدو “صلاة الفاتح” – كما لم تكن من قبل – قنديلًا في طريقٍ طويل. ليست وصفةً سياسية ولا بديلاً عن التخطيط، لكنها إشارة بأن الروح السودانية قادرة أن تختار طريقها حين تعود إلى ذاتها.

*اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد الفاتح لما أُغلق، والخاتم لما سبق، ناصر الحق بالحق، والهادي إلى صراطك المستقيم، وعلى آله وصحبه حق قدره ومقداره العظيم.*

*محبتي واحترامي*

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.