د. صلاح البندر يكتب : *هل تُشرعن الرباعية مشروع تقسيم السودان؟*
د. صلاح البندر يكتب :
*هل تُشرعن الرباعية مشروع تقسيم السودان؟*
اليوم 20 من يوليو حيث تُعقد أخطر جولة دبلوماسية منذ بداية الحرب .. اجتماع رفيع للجنة الرباعية
(أميركا الإمارات السعودية مصر) العنوان المعلن: وقف الحرب وفي 20 أغسطس ستعقد وزارة الدفاع البريطانية بتنسيق مع حلف ناتو اجتماعاً سرياً في لندن. أما الحقيقة: *مفاوضة علنية على مستقبل السودان بين داعمي المليشيا ومن يرغب في تقاسم الغنائم وتحركات سرية لتجهيز قوات ناتو لفرض مخطط التقسيم.*
★ نحن الآن في مرحلة “إعادة تدوير المشروع”.. الإمارات بعد فشل مرتزقتها ميدانيًا تحاول فرضهم سياسيًا على طاولة مفخخة بالوعود والدولارات وامريكا برؤية ترامب الباحثة عن نوبل وصفقات على دماء شعبنا ..تُريد “صناعة سلام سريع” بأي طريقة وثمن… حتى لو كان هذا الثمن تقسيم السودان أو شرعنة مليشيا ارتكبت جرائم إبادة جماعية.
*معالم الخطة الأميركية:*
✳️ وقف فوري لإطلاق النار (دون محاسبة أو نزع سلاح المليشيا).
✳️ جمع برهانو وحميدتي في لقاء مباشر تحت غطاء “الحل السياسي”.
✳️ طرح سلطة انتقالية جديدة بتوازنات قسرية لإرضاء حلفاء المليشيا.
✳️ دمج الدعم السريع تدريجيًا مقابل رفع العقوبات وتمويل إعادة الإعمار.
✳️ فرض أمر واقع إقليمي عبر “إجماع مزيف” داخل الرباعية
لكن دعونا نكون واضحين:
*من يقف خلف هذا المشروع؟*
الإمارات: رأس حربة التقسيم وممول رسمي للإبادة.
مصر: تبحث عن مكاسب أمنية واقتصادية وتخشى من ملف سد النهضة وتمدد الفوضى نحو حدودها.
السعودية: في وضع متردد تتأرجح بين الحذر الإقليمي والرغبة في دور قيادي وأمن البحر الأحمر.
أميركا: لا تبحث عن حل عادل بل “هدنة” تخدم مصالحها وابعاد روسيا والصين وإيران.
التحذير الأهم: إذا لم تستعد الحكومة السودانية من الآن بـ:
✳️ خطاب دبلوماسي احترافي وقوي يُفشل شرعنة المليشيا
✳️ تحالفات وتحركات ذكية
✳️ حملة إعلامية مكثفة تفضح المشروع قبل أن يولد
✳️ و وزير خارجية شجاع وبارع في إدارة الصراع الدولي…
فإن الجولة القادمة قد تُفرض علينا كأمر واقع وتُفرض معها سلطة مختطفة.. برعاية من موّل الدم وغطّى جرائم الحرب تحت قبة المؤتمرات.
✳️ تذكير مهم: الذين فشلوا في تنفيذ “اتفاق جدة” وملحق المنامة أول الحرب ثم فشلوا في مخطط جنيف سيحاولون تمرير “مشروع الإمارات” كحل سلمي من واشنطن. لكنها ليست مفاوضات بريئة بل آخر رصاصة سياسية في بندقية المرتزقة المهزومين.
✳️ *إذن ما هو المطلوب:*
كشف كل تفاصيل المشروع للرأي العام
إحراج الرباعية أمام المجتمع الدولي
التشديد على رفض أي تسوية تُكافئ مجرم حرب
المطالبة بتحقيق دولي حول دعم الإمارات للإبادة الجماعية.
نحن لسنا أمام وساطة سلام بل *مؤامرة تقسيم* ومن لا يجهّز معركته الدبلوماسية بذكاء ومرونة سيُفرض عليه “حل إماراتي” لا يُبقي وطنًا ولا كرامة.
الميدان حسم المعركة عسكريًا والرباعية تحاول اليوم إنقاذ المليشيا سياسيًا…لا تمنحوهم ما لم يأخذوه بالقوة.
والنصر للسودان