ويبقى الود / *معز بخيت : احترام الشعب واجب..* د. عمر كابو
ويبقى الود /
*معز بخيت : احترام الشعب واجب..*
د. عمر كابو
** قابل الرأي العام قرار إعلان المعز عمر بخيت وزيرًا للصحة باستهجان شديد وامتعاض كبير..
** عطفًا على انتمائه السياسي المعروف وقربه الشديد من قحط ((الله يكرم السامعين)) الذي وصل مرحلة التعريض بجيشنا الوطني العظيم..
** رغم ذلك ونزولًا لرغبة رئيس مجلس الوزراء ودعمًا لوحدة الصف وجمع الكلمة خرجنا بمقال أعلنا ترحيبنا بالرجل وباركنا الخطوة رغم قناعتنا التامة أنه الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب..
** ذلك لاعتبارات كثيرة أولها أن مرافق الصحة تعرضت لدمار شامل يحتاج لحركة دؤوبة واحتمال للصعاب وكثرة التنقل والأسفار من مدينة لمدينة ومن ولاية لولاية ومن مشفى لمشفى وهو ما لا يستطعه هذا المعز..
** فقد أدمن الرجل حياة الرفاه والرغد والراحة التامة بعيدًا عن الوهاد والأحراش وحرارة الشمس الملتهبة وانقطاع الكهرباء ووعورة الطرق وبعد المسافات..
** أهم من ذلك فإن الرجل ناهز السبعين من عمره فلا الصورة المنشورة له ولا ملامح الوجه الطفولي تعكس شخصيته الحقيقية الآن..
** رغم ذلك— أجل— وافقنا به وزيرًا للصحة احترامًا كما أسلفنا القول لتقديرات كامل إدريس المبنية على عاطفة لا علاقة لها بمنطق الأشياء ((السودان مليان بأخصائين يعرفون واقعه جيدًا))٠٠
** قبل يومين خرج هذا المعز بتصريحات يعلن للأمة السودانية تعرضه لاصابات بالغة وهو يهم بدخول النادي السوداني في البحرين لحضور فعاليات تكريمه من الجالية السودانية هناك..
** شكك سفير البحرين السابق العميد ركن صلاح الدين كرار في حادثة ((سقوط الرجل)) وما صاحبها من كسر في الساق والكاحل..
** أقوى ما استند عليه الرجل من حجج تشكيك اتصاله بالجالية في المنامة الذين نفوا حضور المعز عمر بخيت من أصله للحفل..
** في رحلة بحثنا عن الحقيقة اكتشفنا أن السبب الحقيقي غض النظر عن صحة رواية ((السقوط)) من عدمها أن الرجل مصاب بداء في الجهاز العصبى يحول بينه وبين الحركة كثيرًا ويمنعه من أداء القيام أو الجلوس طويلًا..
** هذه الحقيقة الكبرى التي كان يجب على المعز عمر بخيت أن يعتذر بها عن قبول التكليف..
** لكنه ولنرجسية مشهودة فيه وحب للذات غريب آثر الصمت الطويل حتى إذا تم تعيينه اعتذر ليضيف لسيرته الذاتية نعت ((وزير الصحة السوداني)) ..
** ليضع دكتور كامل إدريس في حرج بالغ يحتاج منه لتدبر وحكمة لكن قبل ذلك يجب عليهما الخروج للرأي العام معتذرين..
** اعتذار كامل إدريس تفرضه أنه كان يجب الالتزام بالفحص الأمني فلا أعتقد أن أجهزتنا الأمنية يمكن أن تفوت عليها معلومة كهذي إن سلمنا جدلًا بأن ((كاملًا)) هذا لا يعلم حقيقة مرضه الطويل..
** أما اعتذار هذا المعز فيمليه عليه استخفافه بالشعب السوداني واستهتاره به فلا العمر يمنحه حق قبول التكليف في مثل هذه الظروف والخطوب والتحديات..
** ولا ظرفه الصحي ومرضه ((العصبي)) يمكنه من أداء واجبه حركة دؤوبة وجلوس متصل وسير على الأقدام طويل طويل..
** وزارة الصحة ليست منتدى تقال فيه أشعار المشتاق ولا نزهة للترفيه والتسلية والمتعة ،،لكنها تحديًا حقيقيًا أول مطلوباته عين ساهرة لا تنام وبدن على البلاء صابر..
** أعظم استخفاف بالشعب السوداني أن يواري هذا المعز نفسه فلا يخرج للرأي العام بكشف حقيقة أمره وتمليكها للناس..
** تمليك يقوم على إبراز المستندات والوثائق التي تؤكد أن صحته بخير ولا يعاني من أي داء يحول بينه وبين أداء دوره في أهم وزارة لأخطر مرحلة..
** هذه هي عقلية ونفسية القحاطة الهوانات يفكرون في أنفسهم وما يجنونه من مكتسبات شخصية أما الشعب السوداني بالنسبة لهم في ((ستين))٠٠
** صور المعز البارحة وتكريمه في المستشفى بينة يسهل التشكيك فيها من عدة أوجه معلومة للجميع..
** كل يوم يستشعر أهل السودان الفارق الكبير بين عقلية ((الاسلاميين)) القائمة على المسؤولية والالتزام وبين عقلية القحاطة المبنية على الانتهازية القحة..
** إنا لله وإنا إليه راجعون