عمق المشهد / *دلالات عودة الفريق أول الفريق البرهان الى الخرطوم من بوابة المطار نهارا جهارا* *عودة الأمل والحياة إلى قلب الخرطوم إيذانا بإنطلاق مرحلة الإعمار والإنتصار الكبير* بقلم: عصام حسن علي
عمق المشهد /
*دلالات عودة الفريق أول الفريق البرهان الى الخرطوم من بوابة المطار نهارا جهارا*
*عودة الأمل والحياة إلى قلب الخرطوم إيذانا بإنطلاق مرحلة الإعمار والإنتصار الكبير*
بقلم: عصام حسن علي
في مشهد يختزل الكثير من الرمزية والعزم، حطّت الطائرة الرئاسية في مدرج مطار الخرطوم الدولي، حاملة على متنها الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة، في عودة وصفت بأنها تاريخية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
الخرطوم، العاصمة التي صمدت في وجه الحرب والدمار، والتي ظنّ البعض أنها طُويت من خارطة الدولة الفاعلة، استعادت اليوم جزءاً من مجدها ونبضها السيادي والسياسي. عودة البرهان لم تكن مجرد انتقال جغرافي من مدينة إلى أخرى، بل كانت فعلاً سيادياً واعياً، ورسالة قوية موجهة للداخل والخارج معاً: أن الخرطوم لم تسقط، وأن الدولة السودانية لا تزال ماثلة على عرش وجودها رغم الجراح.
المعاني والدلالات:
وصول القائد العام على متن الطائرة الرئاسية، في وضح النهار، إلى قلب الخرطوم، لهو إعلان صريح بأن العاصمة استعادت رمزيتها كعاصمة سياسية للدولة، ومركز لاتخاذ القرار. لم تكن مجرد زيارة، بل عودة سيادية تُمثل استعادة الدولة لمطارها، لمقراتها، ولمكانتها الرمزية.
وهو أيضاً تحدٍ واضح ورسالة صلبة إلى المليشيات المتمردة بأن معركة استرداد الوطن تمضي بثبات، وأن مكاتب الدولة ومؤسساتها ستُفتح في ثوبها الجديد وستعود للعمل من قلب الخرطوم لا من المنافي .
رسالة إلى الشعب والعالم:
الرسالة البليغة كانت موجهة إلى الشعب السوداني المتعب من ويلات الحرب: أن الأمل لا يزال ممكناً، وأن الخرطوم، رغم ما نالها، لا تزال العاصمة التي تنبض بتاريخها ومستقبلها. وهي رسالة أيضاً للمجتمع الإقليمي والدولي بأن السودان لا يُدار من الظل، بل من قلب عاصمته، وبإرادة وطنية خالصة.
الخرطوم تعود… والدولة تنهض من ركام الحرب
هذه العودة ليست نهاية المطاف، لكنها بداية مرحلة جديدة، عنوانها “استرداد الدولة”، ووضع اللبنات الأولى لمرحلة التعافي السياسي والمؤسسي. الخرطوم ليست فقط مدينة، بل ذاكرة وهوية، ومن يسيطر عليها يملك صوت الدولة ومفاتيح مستقبلها.
في هذا اليوم، سجّلت الخرطوم نقطة فارقة في دفتر المقاومة والصمود، وعادت الطائرة الرئاسية لتحمل أكثر من رئيس مجلس السيادة ، بل رمزاً لإرادة أمة لا تنكسر.
الخرطوم لم تذهب بعيداً، بل كانت تنتظر لحظة كهذه… لحظة تعود فيها لتُعلن: أنا حاضرة، كما كنت… وسأبقى.