منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

خبر وتحليل – عمار العركي *الرباعية الجديدة: تدويل الأزمة وموقف مبدئي يرفض المساواة بين الدولة والمليشيا*

0

خبر وتحليل – عمار العركي

*الرباعية الجديدة: تدويل الأزمة وموقف مبدئي يرفض المساواة بين الدولة والمليشيا*

عمارر

* في خضم مساعي تأزيم الأزمة، وبعد فشل كل من منبر جدة والمبادرات الإقليمية والأفريقية – والتي كانت في مجملها دون الحد الأدنى من المقبول – تنطلق اليوم الأحد، 20 يوليو، محاولة جديدة تقودها الولايات المتحدة عبر رباعية مُستحدثة ضمت (أمريكا – السعودية – الإمارات – مصر)، إذ تعقد اجتماعها في العاصمة الأمريكية واشنطن.
* لكن الاجتماع المرتقب لا يخلو من توترات وخلافات داخل مكونات الرباعية نفسها، ما يجعل نتائجه مرهونة بتفاهمات اللحظة الأخيرة وتوازنات المصالح بين القوى الإقليمية والدولية الفاعلة في المشهد السوداني.
*التوقيت… توقيت مزدوج الحسابات*
* يأتي الاجتماع في وقت تُحرز فيه القوات المسلحة السودانية والقوات الأخرى مكاسب ميدانية واضحة في مختلف المحاور، بينما تواصل المليشيا محاولاتها المتكررة لاستعادة المبادرة عبر اختراقات أمنية باءت بالفشل.
* سياسيًا: تتزايد الضغوط الأمريكية لدفع ما تسميه “مسارًا سياسيًا شاملًا يُنهي الحرب ويُعيد السودان إلى المسار الديمقراطي”.
* دبلوماسيًا: تراكَمَت الانتقادات لفشل الآلية الرباعية السابقة في جدة، وتنامت الأصوات المطالبة بـ”حلول جذرية” بدلًا من المعالجات الترقيعية.
* وعليه، فإن التوقيت لا يمثل فقط محطة تفاوض، بل اختبارًا حقيقيًا لقدرة الرباعية على تجاوز تناقضاتها الداخلية وتحقيق اختراق فعلي في الأزمة السودانية.
*مواقف دول الرباعية: خلافات ما تحت الطاولة*
* الولايات المتحدة تقود الاجتماع ساعية لفرض خارطة طريق تبدأ بـ”وقف فوري للقتال”، تليها مفاوضات مباشرة بين البرهان وحميدتي. وتُعارض إشراك القيادات العسكرية السودانية بحجة خضوعهم لعقوبات، بينما تُفضّل إشراك مدنيين مثل عبد الله حمدوك ضمن العملية السياسية لاحقًا.
* مصر تميل لدعم المؤسسة العسكرية السودانية، وتُطالب بإشراك ممثلي الجيش رسميًا في العملية السياسية منذ بدايتها. كما تتحفظ على محاولات تقزيم دور الجيش لصالح قوى مدنية غير متفق عليها في الداخل، وتُعارض تدويل الحل أو وضعه تحت هيمنة أمريكية صرفة.
* السعودية: تواصل لعب دور الوسيط المتوازن، وإن بفتور متزايد بعد فشل منبر جدة. وقد تدعم الطرح الأمريكي إذا حظي بغطاء عربي ودولي، لكنها تتحفظ على فرض أجندات لا تتسق مع الواقعية السياسية.
* الإمارات: تُواجه اتهامات مباشرة بدعمها للمليشيا، وتُمارس ضغوطًا غير معلنة لضمان بقاء المليشيا كطرف فاعل في أي تسوية. كما تتحفظ على إشراك خصوم حميدتي في الترتيبات المستقبلية، خاصة في ظل اتهامها بالمساهمة في تغذية الحرب.
* موقف الحكومة السودانية : القيادة السودانية الرسمية – مُمثلة في القوات المسلحة والحكومة – تنظر بقلق بالغ إلى هذا الاجتماع، وتتحفظ على إدارة الأزمة خارج إرادة السودانيين، أو فرض تسوية دولية تُساوي بين الدولة ومليشيا متمردة. كما ترفض المشاركة في أي مسار يُضفي شرعية على حميدتي كطرف تفاوضي، أو يشمل جهات ضالعة في دعم المليشيا والحرب ضد الشعب السوداني.
*السيناريوهات المحتملة – بين الواقعية السياسية وحسابات التوازن*
1. إعلان وقف إطلاق نار مؤقت : يُعد السيناريو الأقرب، تلبية للضغوط الإنسانية والسياسية الدولية، لكنه يظل مرهونًا بمدى قبول الجيش لتفاهمات لا تُضفي شرعية على المليشيا.
2. إطلاق مسار تفاوض مباشر : تحت رعاية الرباعية، بين “البرهان وحميدتي”، وهو ما يواجه رفضًا مبدئيًا من الجيش، ورفضًا شعبيًا واسعًا داخل السودان.
3. تأجيل الاجتماع: بسبب خلافات بين واشنطن والقاهرة، أو بسبب اعتراضات على الأطراف المدعوة، ما سيُعد مؤشرًا على هشاشة الرباعية وصعوبة تحقيق توافق فاعل.
4. إعادة تشكيل الآلية وهو مقترح تطرحه بعض الأطراف، يشمل توسيع التمثيل ليضم فاعلين محليين وأفارقة، لتأمين شرعية أوسع للعملية السياسية.
*خلاصة القول ومنتهاه*
* الرباعية تُحاول اليوم معالجة إخفاقات منبر جدة، وإعادة إطلاق مسار تفاوضي بغطاء دولي وإقليمي، لكن التناقضات داخلها، وعدم احترام إرادة السودانيين، يجعلها في مرمى الفشل.
* وأي تسوية لا تُبنى على حقائق الواقع السياسي والعسكري، ولا تراعي ميزان القوى الحقيقي، ستفشل كما فشلت سابقاتها. والرباعية اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن تكون جسراً نحو الحل، أو عبئًا إضافيًا على طريق الحل.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.